الشباب الأردني يبتكر طرقًا لمواجهة تحديات الأمن الغذائي
توفر المبادرة المشتركة بين اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي للمبتكرين الشباب في الأردن مجموعة من برامج بناء القدرات المختلفة في تنظيم المشاريع والابتكار ...
مع استمرار تكشف آثار تغير المناخ والأزمات العالمية، أصبح انعدام الأمن الغذائي تحديًا يواجه عددًا متزايدًا من البلدان في جميع أنحاء العالم. في الأردن، يعمل الشباب معًا ويستخدمون الابتكارات المحلية لمعالجة قضايا الأمن الغذائي الهيكلية التي تواجه مجتمعاتهم والتغلب على العوامل المختلفة بما في ذلك النمو الاقتصادي البطيء، وارتفاع معدل البطالة بين الشباب، وندرة المياه، وزيادة تكاليف المعيشة التي تدفع بأزمة الغذاء الحالية.
لقد تضافرت جهود اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي لدعم العمل الذي يقوده الشباب لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وخلق المزيد من الفرص لريادة الأعمال الشبابية والابتكار الأخضر في جميع أنحاء البلاد. يمتاز الأردن بأنه دولة فتية، و63 في المائة من سكانه هم ضمن الفئة العمرية الأقل من 30 عامًا، وبالتالي فإنه من المهم بمكان أن تساعد فرق الأمم المتحدة في حشد الشباب في الجهود المبذولة على مستوى الدولة لمعالجة قضايا الأمن الغذائي.
توفر المبادرة المشتركة بين اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي للمبتكرين الشباب في الأردن مجموعة من برامج بناء القدرات المختلفة في تنظيم المشاريع والابتكار ضمن قطاع الأمن الغذائي. يغطي البرنامج دورة الابتكار بأكملها، من المراحل الأولى للتوصل إلى مفهوم، إلى التنفيذ وتوسيع النطاق، وصولًا لتحويل الأفكار إلى أفعال.
تلقى المبتكرون الشباب تدريبًا حول الآثار المترتبة على انعدام الأمن الغذائي، والفرص والتحديات المرتبطة مباشرة بالأمن الغذائي، ودور التكنولوجيا في تشكيل مستقبل الغذاء، واستراتيجيات تغيير سلسلة الأغذية التقليدية، والإنتاج، والتوزيع، والمعالجة، والتسويق، والاستهلاك والتسويق الإلكتروني.
عبر مجموعة من الأفكار التي تتراوح بين إدارة النفايات الصلبة، وإعادة تدوير قشور الفاكهة والخضروات، إلى تطوير بدائل صحية للوجبات المدرسية، شاركت مجموعة من 22 شابًا وشابة من الأردن تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا في برنامج مبتكر للشباب في مجال الأمن الغذائي من أجل مساعدتهم على إطلاق شركات ناشئة تعمل على تطوير حلول لقضايا الأمن الغذائي في بلدهم.
"الرمال الذهبية"
آية كريك شابة مبتكرة وطالبة هندسة عمارة من عمان. وبالتعاون مع فريق من زملائها الطلاب، طورت آية مشروعًا يحول بفاعلية نفايات المزارع إلى أسمدة عضوية غنية بالعناصر الغذائية، ما ساعد على إعادة إحياء التربة وتشجيع المزارعين على تجنب استخدام البدائل الكيميائية الضارة.
توضح آية: " تهدف فكرتي المبتكرة إلى زيادة تحصين النباتات ضد الأمراض ومساعدة التربة على الاحتفاظ بالماء بنسبة كبيرة، مما يقلل من كمية الري التي يحتاجها النبات، فهي طريقة حديثة لمعالجة النفايات ولا تصدر غازات دفيئة".
"بدأنا مشروعنا في بداية الجائحة، ومع ما حدث من إغلاقات مترتبة على ذلك، أتينا بأفكار لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي."
وتشرح آية سبب ارتفاع الطلب على الاستهلاك الغذائي الأكثر استدامة في عمان قائلة:
"العاصمة الأردنية عمان مدينة مزدحمة جدًا ولا تتوفر فيها مساحات مخصصة للزراعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأغذية العضوية والصحية ليست من اهتمامات الجميع، ويرجع ذلك إلى ضعف الوعي بأهمية ذلك، وارتفاع الأسعار. ولذلك، كنا مصممين على رفع الوعي حول أهمية وفوائد هذه الأغذية [العضوية]".
وتضيف: "أشعر بالفخر بما وصلت إليه اليوم. نحن على وشك إنشاء أول مزرعة متعددة المنتجات تقودها النساء في الأردن. نحن، الشباب، بحاجة إلى أن نفكر خارج الصندوق وأن نأتي بأفكار جديدة متعلقة بالاستدامة البيئية".
نباتات ذاتية التغذية
قرر خريج الشؤون المالية والمصرفية علاء وطالبة "ذكاء الأعمال" نورهان، إطلاق شركة ناشئة تنتج نباتات ذاتية الري والتغذية باستخدام الهواء فقط. وقاما بإنتاج نوع جديد من الهيدروجيل مكون من بوليمرات ذاتية الامتصاص يمكنها تحويل الرطوبة في الهواء إلى ماء نقي ذي استخدامات لا حصر لها.
يقول علاء: "بدأتُ هذا المشروع مع نورهان كمطوّر للأعمال ورياديّ. ولا نهدف إلى الحصول على المال من هذا المشروع، وإنما إلى إحداث أثر وتغيير في حياة الناس. إن للتغير المناخي تأثيرات مباشرة على الأمن الغذائي، وعلى الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه. فعلينا جميعًا أن نعمل لاتخاذ الإجراءات".
وأضاف أن الخطوة المقبلة هي "ترجمة هذه الفكرة إلى واقع ملموس، بينما نواصل الآن استكشاف المزيد من الأعمال البيئية. بيئتنا مصدر غني، وبإمكاننا أن نستخدم مواردها بطريقة مستدامة".
كبسولة زراعية عضوية
بالنسبة لفاطمة، طالبة الصيدلة البالغة من العمر 20 عامًا وإحدى المشاركات في تدريب اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، فإن حبها للنباتات شجّعها على التوصل إلى حل مبتكر لزيادة مستويات الإنتاج الزراعي والمساعدة في معالجة قضايا الأمن الغذائي المنهجية التي تواجهها البلد.
طورت فاطمة كبسولة عضوية للزراعة تساعد المزارعين على زيادة إنتاجهم الزراعي.
"لطالما أحببت النباتات، ويوفِّق هذا المشروع بين تعليمي وحبي للنباتات. لقد حظيت بالكثير من وقت الفراغ خلال الإغلاقات بسبب جائحة كوفيد-19، فحاولت أن أستغله بإبداع".
تضيف: "شكّل صنع الكبسولة تحدياً كبيراً. استغرق الأمر أكثر من شهر لاكتشاف كيفية صنعها. أؤمن أنه حالما تتكون لدينا فكرة، فإن علينا الاستفادة منها والبدء في تنفيذها من دون أي تأجيل. آمنوا بأفكاركم، وبجهودكم المبتكرة، ستصبح الفكرة حقيقة".
إعادة تدوير قشور الفاكهة
المهندسة الزراعية آلاء ثلجي هي مبتكرة شابة أخرى شاركت في التدريب المشترك بين اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي. يركز مشروعها على إعادة تدوير قشور الفاكهة والخضروات لإنتاج بوليمر كيميائي يعمل على إزالة 99٪ من المعادن الثقيلة الموجودة في الماء.
وتوضح أنها أتت بالفكرة عندما كنت في السنة الثانية من الجامعة:
"تلقيت دروسًا في مادة اسمها ’الملوِّثات البيئية الكيميائية‘، والتي تعرَّفنا من خلالها على المخاطر التي تشكلها الملوِّثات على صحتنا. بالإضافة إلى مادة أخرى اسمها ’معالجة مياه الشرب‘، حين أخبرنا الأستاذ الجامعي أن الماء الذي يحتوي على معادن ثقيلة غير صالح للشرب. ومن هنا، فكّرتُ بمصادر الماء العديدة التي، مع الأسف، لا يمكننا الاستفادة منها، وبدأتُ بالعمل على تطوير بوليمر كيميائي عضوي وآمن، مصنوع من قشور الفواكه الحمضية، لإزالة المعادن الثقيلة من الماء بنسبة 99 في المائة".
يمثل هذا البرنامج المشترك وسيلة ناجحة لمساعدة المبتكرين الشباب في الأردن على تحديد التحديات التي تواجههم داخل مجتمعاتهم واستخدام مهاراتهم في تنظيم المشاريع والحلول للتغلب عليها. تواصل اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي التركيز على توظيف أدوات الابتكار لتحقيق أثر التنمية المستدامة.
وتعكس هذه الشراكة أيضًا التزام الوكالتين بأهداف التنمية المستدامة والتوجه الاستراتيجي المشترك لتوظيف الابتكار من أجل التنمية، مع دعم الاقتصاد الأخضر والحلول المجتمعية في الأردن.
تم تعديل هذه المقالة من قبل فريق التحرير في مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة بناءً على قصة كتبها فريق الأمم المتحدة في الأردن.