مواجهة التحديات العالمية محلياً: النساء والشباب الأردنيون كرواد للعمل المناخي وتمكين المجتمع
في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة، يعمل الشباب والنساء في الأردن على تحويل الصعوبات إلى فرص للتغيير والتقدم. مع تصاعد تأثيرات التغير المناخي.
"مريم، معلمة تلهم طلابها للعمل البيئي"
مريم، البالغة من العمر 22 عامًا، طالبة علم نفس ومعلمة في العقبة، المدينة الساحلية الوحيدة في الأردن، كانت دائمًا شغوفة بالقضايا البيئية. تقول: "كان والدي يأخذ عائلتنا إلى الشاطئ للنزهات، لكنني كنت مرعوبة من عدم جمع الناس لنفاياتهم". وتطور هذا الاهتمام المبكر عندما زار موظفو اليونيسف مدرستها عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها لتعليم الطلاب عن البيئة. تتذكر: "تعلمت أن هناك الكثير مما يمكننا فعله لاتخاذ إجراءات مناخية"
في سن 21، انضمت مريم إلى برنامج "صون" المدعوم من اليونيسف، والتقت بشباب آخرين ملتزمين بالنشاط البيئي. تقول: "يجعلني فخورة أن أرى كيف أن الشباب الأردنيين أذكياء وواعون بشأن هذه القضية".
أطلقت اليونيسف برنامج "صون" في عام 2022 لتمكين قادة المناخ الشباب من خلال التدريب والمهارات اللازمة لتصميم وقيادة العمل المناخي محليًا وعالميًا. يقوم هؤلاء القادة بتدريب شباب بعد ذلك، وتنفيذ مبادرات مناصرة في جميع المحافظات الـ 12، والمشاركة في المناقشات الدولية حول النشاط المناخي للشباب.
توضح مريم: "أثقف طلابي حول البيئة". "أستطيع أن أرى الفخر في أعينهم عندما يتخذون إجراءات لتنظيف البيئة". أملي هو أن يكبروا وهم يحتفظون بهذه القيم حتى يتمكنوا من لعب دورهم في إنقاذ الكوكب.
تعكس رحلة مريم حركة أوسع من الشباب الأردنيين الملتزمين بمستقبل مستدام. تقول: "أهم شيء لعالمنا هو إنقاذ الكوكب". "المناخ يتغير أسرع مما نستجيب له، والطريقة الوحيدة لمكافحة هذا هي تسريع التحول إلى البيئة الخضراء.
"دينا تعزز التقدم البيئي والاقتصادي في شمال الأردن"
تقود دينا الرشدان مبادرات بيئية كبيرة في الأردن من خلال مشروع مدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يركز على إنتاج السماد العضوي وإعادة التدوير.
في سن 32، تقود دينا الرشدان مبادرات مهمة في الأردن من خلال مشروع مدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يركز على إنتاج السماد العضوي وإعادة التدوير. توضح دينا: "قيادة هذا المشروع أتاحت لي إحداث فرق حقيقي في الحفاظ على البيئة وتقليل النفايات". "إنه يمنحني شعورًا بالمساهمة في المسؤولية الاجتماعية والبيئية الإيجابية".
يؤثر المشروع بشكل كبير على البيئة من خلال تقليل كمية النفايات الصلبة المدفونة في المكبات، مما يقلل من التلوث وآثاره السلبية، وإنتاج السماد العضوي لا يحسن فقط خصوبة التربة بل يساعد أيضًا في إعادة تدوير المواد العضوية، مما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن تحلل النفايات، وتلعب هذا المبادرة دورًا حيويًا في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل استنزافها.
من الناحية الاقتصادية، خلق المشروع العديد من فرص العمل في عمليات إنتاج السماد وإعادة التدوير. كما خفض تكاليف إدارة النفايات للسلطات المحلية بينما يوفر سماد عضوي عالي الجودة وبأسعار معقولة للمزارعين المحليين.
تقول دينا: "توفير وظائف في مجالات متنوعة مثل التجميع والفرز والتسويق، سمح لنا بتحسين مستويات المعيشة". "اكتسب المشاركون مهارات جديدة في العمليات والصيانة والإدارة، مما عزز فرصهم الوظيفية".
يوظف المشروع المدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 24 امرأة و8 شباب، جميعهم تلقوا تدريبًا شاملاً لضمان كفاءتهم. تشمل الهيكلية التنظيمية لعدة أقسام: الإداري، المختبر، التسويق والتوزيع، مشغلي الآلات والصيانة، التجميع والفرز، والتعبئة.
يعتبر مشروع تعزيز مشاركة النساء في قطاع إدارة النفايات الصلبة في شمال الأردن التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نموذجًا لتعزيز تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. خلق هذا المشروع فرصًا اقتصادية للمجتمعات، خاصة النساء، في عدة محافظات، مستفيدًا من 660 امرأة في شمال الأردن، بدأ المشروع مراحل تطوير جديدة، بما في ذلك مشروع تعزيز التنوع البيولوجي في العقبة ومشروع تخفيف تغير المناخ من خلال إدارة النفايات الصلبة في جنوب الأردن. تقدم هذه المبادرات أنشطة إعادة تدوير مبتكرة لتعزيز قطاع الطاقة الخضراء والمتجددة.
تشمل تأثيرات المشروع تعزيز دور منظمات المجتمع المدني النسائية، وتوفير الدعم المالي لمنظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء، بالتعاون مع الحكومات لتعزيز صياغة السياسات المستجيبة للنوع الاجتماعي. يدعم إنشاء مصنع لتحويل النفايات ومحطة فرز في منطقة لواء الكورة هذه الجهود بشكل أكبر.
تختتم دينا: "المناخ يتغير أسرع مما نستجيب له، ويجب أن نتحرك بسرعة لتسريع تحويل عالمنا إلى الأخضر".
"من خلال حصاد المياه، مريم تحافظ على المياه وتؤمن دخلها"
مريم، لاجئة سورية في الأردن، وضعت خطة لبناء نظام لحصاد مياه الأمطار وزراعة مجموعة متنوعة من الخضروات على قطعة أرض مساحتها 2000 متر مربع.
واجهت مريم الجومة، اللاجئة السورية البالغة من العمر 57 عامًا، العديد من الصعوبات بعد الفرار من النزاع والعيش في الأردن. كان مصدر دخلها الوحيد هو المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة في الأردن. ومع ذلك، قادتها روحها القوية إلى فرصة جديدة من خلال برنامج المنح من الفاو "التحول إلى نظم غذائية زراعية أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة"، الممول من الحكومة النرويجية.
بالتعاون مع محمد، صاحب أرض الأردني، وضعت مريم خطة لبناء نظام لحصاد مياه الأمطار وزراعة مجموعة متنوعة من الخضروات على قطعة أرض مساحتها 2000 متر مربع. تقول مريم: "كانت عملية التقديم مخيفة، لكنني ثابرت". وسرعان ما كانت البصل والفاصوليا والقرنبيط تزدهر..
بعد ثلاثة أشهر فقط، كانت مريم تحصد ليس فقط لعائلتها ولكن للبيع أيضًا، مما يضمن أرباحًا. تشارك مريم: "خفف هذا المشروع العبء عن كتفي"
تخطط مريم ومحمد لتوسيع مشروعهما، مما يلهم الآخرين للعثور على طريقهم نحو الاكتفاء الذاتي. تختتم مريم: "في الأردن، قمت بزراعة مستقبل مليء بالإمكانيات"
من خلال هذا المشروع، تقوم "الفاو" بتمكين مئات الأردنيين الضعفاء واللاجئين السوريين ببناء أنظمة لحصاد مياه الأمطار. حيث يتم تزويد النساء واللاجئين والأردنيين على حد سواء بالمعرفة والموارد اللازمة للنجاح. تزود برامج بناء القدرات التابعة "للفاو" المستفيدين بالمهارات اللازمة للزراعة المستدامة والنظم الغذائية. علاوة على ذلك، تفتح برامج التمويل الصغير والوصول إلى الأسواق أبواب الاستقلال المالي، بينما تربط برامج خلق الوظائف المستفيدين بفرص العمل.
يستهدف المشروع 300 فرد، ويعطي الأولوية لتمكين الشباب، مما يضمن دخل طويل الأجل. مع خلق أكثر من 300 وظيفة حتى الآن، لا يبني هذا المشروع أنظمة فقط؛ إنه يبني مستقبلاً أكثر إشراقًا
"بذور التغيير: رحلة رزان وعائلتها نحو الزراعة المستدامة والعيش المستدام"
في جرش، على بعد 48 كيلومترًا شمال العاصمة الأردنية عمان، بدأت رزان عوض، اللاجئة السورية البالغة من العمر 40 عامًا، في تحويل حديقة منزلها الصغيرة إلى مصدر غذاء مزدهر. كجزء من مشروع "حلول المياه المقاومة لتغير المناخ في الأردن ولبنان"
تلقت رزان تدريبًا مخصصًا للاجئين والمجتمعات المحلية، مما مكّنها من اكتساب مهارات الزراعة المستدامة الأساسية في مواجهة ندرة المياه في الأردن، والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ، تبرز رحلة رزان أهمية الزراعة المستدامة في توفير الأمن
الغذائي والمرونة الاقتصادية. من خلال جلسات مكثفة، يتعلم المشاركون مثل رزان إدارة المياه بكفاءة، واختيار المحاصيل، ومكافحة الآفات، بدعم من منهجيات من معهد أبحاث الزراعة المستدامة.
مع المهارات الزراعية الجديدة، لا تقوم رزان بتحسين نظام غذائي لعائلتها فحسب، بل تحقق أيضًا دخلًا بسيطًا، مما يخفف من أعبائها الاقتصادية. تنتظر بفارغ الصبر الجزء الثاني من التدريب لتطبيق التقنيات الجديدة بالكامل. تقول: "لقد ساعدتني الزراعة بشكل كبير. أنا أزرع المحاصيل الأساسية في حديقة منزلي الصغيرة، وقد حسنت هذا من رفاهيتنا بشكل كبير. لا أستطيع الانتظار لرؤية التأثير الأكبر بعد تطبيق كل ما تعلمناه في حديقتي مع المدربين والفريق".
بتمرير معرفتها إلى أطفالها، تعزز رزان الشغف بالزراعة. أثناء تعلمهم عن الأشجار، قامت بزرع واحدة، مما يعزز من الراحة والترابط العائلي. تتطلع رزان إلى المستقبل، وتحلم بحديقة أكبر وحياة مستدامة.
طفل رزان الصغير يطعم الدجاج في حديقة منزلهم، جرش، الأردن، 26 مايو 2024