صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد،
معالي الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مهند العزة،
أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة،
إنه لشرف كبير لي أن أخاطبكم اليوم وأكون بين هذا العدد الكبير من القادة والمدافعين وصناع التغيير الملتزمين بدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
تُكرَّس حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في القانون الدولي، وخاصة في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
تمثل هذه الاتفاقية التاريخية التزاماً قوياً من الدول حول العالم بالاعتراف بكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة واستقلالهم ومساواتهم.
وتدعونا هذه الاتفاقية إلى إزالة العوائق ومواجهة التمييز وضمان أن تتاح لكل فرد فرصة المشاركة الكاملة في المجتمع.
كما تستند الأطر العالمية، مثل أهداف التنمية المستدامة، إلى مبادئ هذه الاتفاقية، وتهدف إلى "عدم ترك أحد خلف الركب."
ومع ذلك، فإن ترجمة هذه المبادئ إلى تقدم فعلي تتطلب ليس فقط الإصلاح التشريعي، بل أيضًا التزامًا حقيقياً من مجتمعاتنا ومؤسساتنا.
في منطقتنا، اتخذ الأردن خطوات ملحوظة لتعزيز الشمولية وإتاحة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك قانون رقم 20 لسنة 2017، والاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة أو حول إنهاء الإيواء المؤسساتي، وإعلان الأردن حول التعليم الدامج، ومؤخراً الجهود الرامية إلى تعزيز المشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة في إطار الإصلاحات السياسية.
تظهر هذه الجهود أن التغيير الحقيقي ممكن من خلال سياسات مستهدفة وقيادة مستمرة ونهج شامل.
قبل أسبوعين فقط، زرت مركز التدخل المبكر في عمّان، حيث تتعاون الأمم المتحدة، بقيادة اليونيسف، مع وزارة التنمية الاجتماعية لتقديم خدمات الكشف المبكر والتدخل الضرورية للأطفال ذوي الإعاقة.
كانت تلك الزيارة من أروع اللحظات التي عشتها خلال فترة وجودي في الأردن.
التفاعل مع الأطفال الذين أحرزوا تقدماً كبيراً بفضل جهود المعالجين وأسرهم، جلب لي الكثير من السعادة.
وسماع الأهل يتحدثون عن التأثير الإيجابي على حياة أطفالهم – وفهم التحديات التي يواجهونها – يعزز التزامنا بالعمل مع الشركاء لتحقيق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
عملنا لم ينته بعد.
يجب أن نتذكر أن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليست مجرد تطلعات؛ بل هي التزامات.
من خلال تعزيز شبكاتنا، ومشاركة أفضل الممارسات، وإعطاء الأولوية للشمولية وإمكانية الوصول، يمكننا بناء عالم يعيش فيه الجميع بكرامة، ويسهمون في مجتمعاتهم، ويصلون إلى إمكاناتهم الكاملة.
شكراً لكم.