تطوّر نوعي في مجال الأمن الدوائي في الأردن بافتتاح وزارة الصحة أول مستودع مركزي متطوّر للأدوية في القطاع العامّ
والمستودعُ يُعدُّ مكونًا محوريًا في خطط الأردن في إطار رؤية التحديث الاقتصادي التي من ضمن أهدافها تحسين إدارة سلاسل الإمدادات الطبية وتطويرها.
الزرقاء، الأردن - تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني، افتتحت وزارة الصحة، بالتعاون مع المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في الأردن وبتمويلٍ من الاتحاد الأوروبي، أول مستودع مركزي متقدم في الأردن للأدوية والإمدادات الطبية.
ويُعَدُّ افتتاح هذا المستودع، وهو الأول من نوعه في القطاع العام، مَعلمًا بارزًا على الطريق نحو تحقيق الأمن الدوائي. وسيُسهِم تطبيق ممارسات المنظمة للتخزين الجيد والتوزيع في تيسير تعزيز سلاسل الإمداد الطبي وتطويرها فتتميز بالدقة والسرعة، وسيُسهِم أيضًا في الارتقاء بالتغطية الصحية الشاملة.
ويقع المستودع في منطقة ياجوز بمحافظة الزرقاء على مساحة قدرها 4800 مترًا مربعًا بتكلفة 1.8 مليون دينار أردني، وتبلغ سعته التخزينية 2150 مترًا مكعبًا يمكن زيادتها بنسبة 20% لتلبية الاحتياجات الطارئة. وسيخدم هذا المستودع، المُزَوَّد بتكنولوجيا متقدمة وأسطولٍ من 24 شاحنة تبريد لتوزيع الأدوية والإمدادات الطبية، المستودعات الحكومية ومرافق التخزين والمستشفيات ومديريات الصحة ومراكز الرعاية الصحية الأولية.
والمستودعُ يُعدُّ مكونًا محوريًا في خطط الأردن في إطار رؤية التحديث الاقتصادي التي من ضمن أهدافها تحسين إدارة سلاسل الإمدادات الطبية وتطويرها، وسيساعد على النهوض بالمبادرة الرئيسية للدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، التي تتمثل في توسيع نطاق الحصول المُنصِف على المنتجات الطبية.
وقال معالي وزير الصحة الدكتور فراس الهواري: "لقد تشرفنا بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني لافتتاح أكبر مستودع للأدوية في القطاع العام. ويتواءم هذا المستودع مع رؤية التحديث الاقتصادي وخطة التغطية الصحية الشاملة واستراتيجية وزارة الصحة لضمان توفير إمدادات آمنة وفعالة من الأدوية بسلاسل إمداد مستدامة ... ويتماشى أيضًا مع المبادرة الرئيسية للمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي لتوسيع نطاق الحصول المُنصِف على المنتجات الطبية".
كما أعربت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، عن خالص تقديرها لجلالة الملك عبد الله الثاني، على دعمه وقيادته المستمرين في تعزيز القطاع الصحي في الأردن. وقالت الدكتورة حنان بلخي: "برعاية صاحب الجلالة، افتُتِح أول مستودع مركزي متطور للأدوية والإمدادات الطبية في الأردن، بدعمٍ من منظمة الصحة العالمية وتمويلٍ سخيٍّ من الاتحاد الأوروبي.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، بيير كريستوف تشاتزيسافاس: "يُمثّل اليوم لحظة محورية في مسيرتنا نحو التغطية الصحية الشاملة. ومع افتتاح هذا المستودع الطبي، الذي يشكل جزءًا من مشروع يموله الاتحاد الأوروبي بقيمة 43 مليون يورو، فإننا نتخذ خطوة مهمة نحو ضمان ألا تكون الرعاية الصحية امتيازًا بل حقًا للجميع. ويفخر الاتحاد الأوروبي بدعم هذا المشروع، الذي يرمز إلى تفانينا في تعزيز صحة الأردنيين واللاجئين السوريين وعافيتهم. ونحن نستثمر معًا في مستقبلٍ أوفرَ صحةً للجميع".
وأكدت الدكتورة جميلة الراعبي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن، أهمية المرفق الجديد في دعم النظام الصحي في الأردن، وقالت: "يأتي افتتاح هذا المستودع، وهو الأول من بين 14 مرفقًا ستُنشأ ويُعاد تأهيلها في جميع أنحاء الأردن بدعم من منظمة الصحة العالمية وبتمويل سخي من الاتحاد الأوروبي، في إطار مبادرةٍ رائدةٍ من المبادرات الرئيسية الثلاثة للمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الحصول المُنصِف على المنتجات الطبية الأساسية من خلال تحسين نُظُم الشراء والإمداد، ودعم قدرات الإنتاج المحلي، وتقوية النُظُم التنظيمية في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط."
وأضافت الدكتورة جميلة الراعبي قائلةً: "مع تشغيل جميع هذه المرافق بحلول آذار/ مارس 2025، بما في ذلك مركز إقليمي متقدم للتطعيم في إربد، ستشكل هذه الشبكة الوطنية العمود الفقري لنظامٍ صحيٍّ شاملٍ يلتزم بأعلى المعايير الدولية".
"ويعكس المشروع أهمية الشراكات القوية والجهود المتضافرة لتلبية احتياجات السكان وضمان الحصول على الأدوية الأساسية. وسيؤدي المستودع الجديد وخطة تحسين سلاسل الإمداد دورًا حاسمًا في تعزيز الحصائل الصحية وحماية الصحة والعافية للجميع".
ويجسد هذا المشروع الذي تقوده وزارة الصحة التزام الأردن بحماية صحة الجميع في كل مكان، لا سيّما الفئات الأكثر ضعفًا. وسوف يُمكِّن المشروعُ إيصال الأدوية الأساسية والضرورية إلى المحتاجين إليها مع ضمان جودتها وفعاليتها وسلامتها، وحماية المجتمعات المحلية، وتعزيز قدرة القطاع الصحي الوطني على التصدي للأزمات الصحية في المستقبل.