مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في عمّان يطالب باتخاذ إجراءات أقوى لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني ضمن فعاليات اليوم العالمي للعمل الإنساني 2024
١٩ أغسطس ٢٠٢٤
شهد عام 2023 انتهاكات صارخة للقانون الدولي ومقتل عدد كبير من العاملين في المجال الإنساني. ومن المؤسف أن ثلاثة من الأزمات الخمس الأكثر دموية حول العالم تقع في الشرق الأوسط.
بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني 2024، نظّم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – المكتب الإقليمي لمنظقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عمّان فعاليات تضامنية كجزء من الحملة العالمية التي تنظمها الجهات الإنسانية لتسليط الضوء على الخسائر المروعة للنزاعات المسلحة، بما في ذلك على العاملين في المجال الإنساني. وتطالب الحملة أصحاب النفوذ وصانعي القرار بالتحرك الجاد لإنهاء الهجمات على المدنيين وحماية العاملين في المجال الإنساني ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين والعمليات الإنسانية.
ففي الصباح، وبمشاركة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وممثلين عن منظمات وجهات إنسانية أخرى، جرت وقفة تضامنية في مكتب المنظمة في العاصمة الأردنية عمان. بعدها، وبالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي، نظّم المكتب زيارة ميدانية إلى مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بمشاركة مديرة المكتب، سيفرين راي. هذا بالإضافة إلى الحملة الرقمية الواسعة تحت هاشتاج #من_أجل_الإنسانية.
وجاء في تصريحات راي: "شهد عام 2023 انتهاكات صارخة للقانون الدولي ومقتل عدد كبير من العاملين في المجال الإنساني. ومن المؤسف أن ثلاثة من الأزمات الخمس الأكثر دموية حول العالم تقع في الشرق الأوسط. ففي مختلف أنحاء المنطقة، نشهد تصعيدًا مقلقًا في مستويات العنف وعدد الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلاً عن العاملين في المجال الإنساني. لا يمكننا أن نسلّم بأن العنف والانتهاكات بلا حسيب ولا رقيب باعتبارها وضعاً طبيعياً جديداً".
"ندعو اليوم الجميع إلى الدفاع عن الإنسانية والمطالبة باحترام القانون الدولي الإنساني وبتفعيل المساءلة. إن الإنسانية هي جوهر بشريتنا ويجب علينا حمايتها. هذا ما يفعله العاملون في المجال الإنساني كل يوم"، أضافت راي.
وبحسب أحدث البيانات، فقد شهدت سنة 2023 مقتل ما لا يقلّ عن 280 من العاملين في المجال الإنساني، ما يجعله العام الأكثر دموية على الإطلاق للمجتمع الإنساني العالمي – وللأسف، قد تشهد سنة 2024 حصيلة دموية أقسى وأكبر. ويشكل الإغاثيون المحليون غالبية الضحايا في هذه الحصيلة. ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 289 عامل إغاثة في غزة وحدها - أغلبهم من موظفي الأونروا.
وعلى المستوى الإقليمي، يواجه العاملون في المجال الإنساني أزمات مليئة بالتحديات، بما فيها لبنان وسورية واليمن، حيث لا يزال العديد من العاملين في المجال الإنساني محتجزين حتى الآن. وغالبًا ما تعوق الأعمال العدائية المستمرة والضغوطات السياسية وحروب المعلومات والتضليل أنشطة العمليات الإنسانية، ما يحدّ من قدرة العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى المجتمعات المحلية الأكثر معاناة وعلى قدرة الجهات الإنسانية على تقديم الدعم والمساعدة – وهذا ينتهك المبادئ الأساسية لحماية ومساعدة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني خاصة في النزاعات المسلحة.