أصحاب المعالي والسعادة،
الضيوف الكرام،
الزملاء الأفاضل،
السيدات والسادة،
نجتمع اليوم، لإحياء ذكرى ثلاثة عقود على الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا، ولنتبنى شعار: "تذكر. اتحد. جدد"
في 7 أبريل 1994، وخلال الأيام المائة التي تلت ذلك، قُتل مليون طفل وامرأة ورجل من التوتسي بلا رحمة على يد مواطنيهم الروانديين. وقد شهدت هذه المأساة انقلاب العائلات بضعها ضد بعض وتحول الأصدقاء إلى خصوم.
نجتمع اليوم، ليس فقط للتفكير في تلك الأيام المأساوية التي شهدت فقدان ما يصل إلى مليون حياة، ولكن أيضًا لتكريم الصمود والشجاعة لمن نجوا. إن شجاعتهم واستعدادهم للتسامح بمثابة جذوة من النور والأمل وسط فصل من أصعب الفصول في تاريخ البشرية.
بعد ثلاثين عامًا، يظل هذا الحدث المأساوي صدمة دائمة لضمير الإنسانية، وتذكير بالآثار المدمرة للكراهية والحاجة الماسة للتسامح والسلام.
اليوم، نذكر أنفسنا بالجذور الكريهة التي تخرج منها الإبادة الجماعية: الكراهية، والعنصرية... وقائمة الأسباب قد تطول وتطول.
اليوم، يجب أن نسأل أنفسنا: ما الذي تعلمناه حقًا من ذلك؟
ونحن نتأمل في ذلك، تتجه أفكارنا أيضًا إلى المآسي التي تحصل حاليًا في منطقتنا وحول العالم، بما في ذلك في الجوار- في غزة.
في 9 ديسمبر 1948، تم تبني أول معاهدة لحقوق الإنسان في تاريخ الأمم المتحدة. وكانت هذه هي الاتفاقية الخاصة بمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية. تدعو الاتفاقية جميع الدول، ونحن جميعًا، إلى اليقظة والدفع نحو العمل لمنع الإبادة الجماعية في كل مكان. في الواقع، لا تندلع الإبادة الجماعية دون مؤشرات. فهي نتيجة انتهاكات جدية لحقوق الإنسان - والتي غالبًا ما تُتجاهل لفترة طويلة.
بعد ثلاثين عامًا، ما علمتنا إياه رواندا لا يقدر بثمن - ليس فقط حول الواقع المروع لكيفية انهيار الإنسانية بسرعة نحو الفوضى إذا لم تتدخل أصوات السلام والحقوق المتساوية، ولكن أيضًا قوة الروح البشرية المستمرة لإعادة البناء والتجديد.
رحلة رواندا للتعافي والتحول تُظهر أنه من خلال الوحدة والالتزام المشترك بحقوق الإنسان والكرامة، فإن إعادة البناء ممكنة بالفعل.
بينما نحيي هذه الذكرى، فلنجدد تفانينا في منع مثل هذه الفظائع. لنعزز عزمنا على الحماية، والوقاية، والعمل.
لأولئك الذين يعانون من الحروب والنزاعات اليوم، نقدم تضامننا ودعمنا. فلتذكرنا محنتهم بمسؤوليتنا الجماعية لتعزيز السلام وضمان مستقبل تصبح فيه مثل هذه الفظائع مجرد أثريات من الماضي، لا تتكرر أبدًا.
في سبتمبر، سيجتمع قادة العالم في نيويورك في "قمة المستقبل" لإعادة تنشيط المبادئ المشتركة. هذه فرصتنا. تقدم القمة فرصة لطرح التحديات واقتراح حلول مبتكرة وتحويلية لتحقيق تعددية أكثر عدالة وتمثيلاً وشفافية وفعالية
في الختام، لنحرص أن الأحداث المأساوية التي اندلعت في عام 1994 في رواندا لن تنسى البتة، ولبذل كل ما في وسعنا لمنع جريمة الإبادة الجماعية في أي مكان.
شكرًا لكم.