بيان صحفي

تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر مشترك مع وزير خارجية الأردن

٢٥ مارس ٢٠٢٤

وإنني أشيد بالأردن لدعمكم لخفض التصعيد، بما في ذلك في القدس الشرقية.

وأحيي الأردن على جهوده الدؤوبة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك من خلال الجهود الشخصية وحكمة الملك عبد الله.

السلام عليكم.

وزير الخارجية الصفدي، أشكركم على حفاوة الاستقبال. من الجيد أن أعود إلى الأردن، خاصة في مثل هذا الوقت الحرج الذي تمر به المنطقة وعالمنا.

عندما أرى الأردن، أرى التضامن على أرض الواقع.

إنني أرى ذلك في أقوال وأفعال جلالة الملك عبد الله- مناصر عالمي من أجل السلام.

وأنا أرى ذلك في روح شعب الأردن وفي تعاطفكم الهائل تجاه أولئك الفارين من الاضطرابات.

صورة: © UN/ Mohammad Abu Ghoush

يعتبر الأردن موطنا لأكبر عدد من لاجئي فلسطين. لقد قمت بزيارة أحد المخيمات في وقت سابق من هذا اليوم وأثني على الأردن لمناصرتكم المحورية للعمل الحيوي للأونروا.

لقد فتحتم أيضًا قلوبكم وأبوابكم أمام كثيرين آخرين، بمن في ذلك لاجئون من سوريا. وأحث المجتمع الدولي على دعم الأردن لأنه يدعم ملايين الأشخاص المحتاجين.

إن روح التضامن التي يتمتع بها الأردن هي بالتحديد ما جلبني إلى هنا مرة أخرى.

أنا هنا كجزء من زيارتي التضامنية السنوية خلال شهر رمضان المبارك، حيث أزور وأصوم مع المجتمعات المسلمة التي تمر بمحنة.

من المفترض أن يكون شهر رمضان فترة تعمّها مظاهر الاحتفال [عبر ممارسة الشعائر]. لكن ليس هذا العام.

إن القلوب مثقلة بالألم في المنطقة ــ بل وفي مختلف أنحاء العالم ــ بسبب الدمار المستمر وغير المسبوق في غزة، فضلاً عن تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة.

وإنني أشيد بالأردن لدعمكم لخفض التصعيد، بما في ذلك في القدس الشرقية.

وأحيي الأردن على جهوده الدؤوبة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك من خلال الجهود الشخصية وحكمة الملك عبد الله.

ومن جهتي، سأواصل الضغط من أجل إزالة جميع المعيقات التي تعترض المساعدات المنقذة للحياة، ومن أجل المزيد من المعابر والمزيد من نقاط الوصول.

ولكن علينا أن نواجه الحقائق.

لن يكون هناك حل إنساني مستدام في ظل استمرار حرب دامية كهذه.

واسمحوا لي أن أكرر: لا شيء يبرر الهجمات المقيتة التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول واحتجاز الرهائن على يد حماس ـ ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

يتطلب التوصيل الفعال للمساعدات الإنسانية الوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية.

الحاجة ملحة.

كنت عند معبر رفح الحدودي في نهاية الأسبوع.

التقيت بمدنيين فلسطينيين مصابين واستمعت مباشرة إلى زملائنا العاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية.

هم من المخضرمين في بعض من أسوأ الأزمات الإنسانية في العقود الأخيرة.

لقد شهدوا على كل شيء.

ومع ذلك، أخبروني، دون استثناء، أنهم لم يروا شيئًا فظيعًا مثل ما يحدث في غزة اليوم.

إن حجم وسرعة الموت والدمار على مستوى مختلف تمامًا.

والآن بدأت المجاعة تضرب الفلسطينيين في غزة.

هناك وعي متزايد في جميع أنحاء العالم بأن كل هذا يجب أن يتوقف.

يجب أن ينتهي القتال الآن، ويجب إطلاق سراح الرهائن الآن، ويجب ألا تغيب عن بالنا الصورة الكبرى.

لا يمكن التوصل إلى نهاية مستدامة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا من خلال حل الدولتين.

ويجب أن يرى الإسرائيليون احتياجاتهم المشروعة للأمن تتحقق، ويجب أن يرى الفلسطينيون تطلعاتهم المشروعة إلى دولة مستقلة تماما وقابلة للحياة وذات سيادة تتحقق، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة.

ونحن نعلم إلى أين سيقودنا البديل.

لإطالة أمد الصراع إلى أجل غير مسمى والذي أصبح يشكل تهديدا كبيرا للسلم والأمن الدوليين.

لتفاقم الاستقطاب.

لتشجيع المتطرفين في كل مكان.

إن أولئك الذين يقفون في طريق حل الدولتين عليهم واجب أن يذكروا البديل بوضوح.

كيف سيكون المستقبل مع هذا العدد الكبير من الفلسطينيين في الداخل دون أي إحساس حقيقي بالحرية والحقوق والكرامة؟

وهذا سيكون أمرا لا يمكن تصوره.

إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

أعلم أنه من السهل أن تكون ساخرًا في عالم اليوم. لكن هذا ترف لا يمكننا تحمله.

السخرية هي شكل من أشكال الاستسلام للافتراضات السائدة في هذه اللحظة.

إنها ملجأ لأولئك الضعفاء جدا، وضيّقي الأفق والخائفين كثيرا حتى أنه لا يمكنهم تصوّر مستقبل أفضل.

عندما تكون الأمور صعبة، يجب علينا أن نكرر المحاولة ونكثف الجهد.

سأستمر في الدفع من أجل السلام، مستلهماً بمثلكم .

مرة أخرى، أشكركم، السيد وزير الخارجية، وحكومة وشعب الأردن للسير في طليعة الطريق نحو التضامن والسلام.

 

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

الأمم المتحدة

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة