الصمود في ظل تخفيض قيمة المساعدات الشهرية: عائلة شرقاوي يَملأها الأَمل وسط التحديات
رحلة شرقاوي وأفراد عائلته الاثني عشر قصة تعكس صمود اللاجئين السوريين الذين يواجهون تحديات اللجوء منذ وصولهم إلى مخيم الزعتري في أوائل عام 2013.
رحلة شرقاوي وأفراد عائلته الاثني عشر قصة تعكس صمود اللاجئين السوريين الذين يواجهون تحديات اللجوء منذ وصولهم إلى مخيم الزعتري في أوائل عام 2013. يَستذكر شرقاوي بداية حصول العائلات على المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي ويصفها بشريان الحياة منذ البداية بحيث كانت توزع المساعدات كوجبات جاهزة للأكل. ومع مرور الوقت وتطور برنامج المساعدات الشهرية، تحولت إلى مساعدات نقدية بحيث تتيح للعائلات حرية الاختيار وشراء المواد الغذائية المفضلة لديهم من خلال الأسواق والمخابز المتعاقدة مع برنامج الأغذية العالمي في المخيم.
في ظل التخفيضات الأخيرة في قيمة المساعدات الغذائية الشهرية التي خفضت بشهر آب 2023 بسبب النقص الحاد في التمويل، تواجه عائلة شرقاوي عدة تحديات. يستذكر شرقاوي عندما كان قادراً على شراء الدجاج واللحوم في السابق مقارنة بالوقت الحالي في ظروف محدودية المساعدات الشهرية، وتراكم الديون على العائلة لتلبية شراء الضروريات الأساسية فقط.
القيادة المجتمعية: دور شرقاوي "كمُصلِح مُجتَمعي"
سعى شرقاوي جاهدا للحصول على عمل ليرفع من دخل أسرته مستفيداً من خبراته الزراعية السابقة في سوريا والتي أعانته للعمل في الأراضي الزراعية القريبة من المخيم لبِضعة أسابيع خلال فصل الصيف. ومع ذلك، يواجه شرقاوي تحدياً في تأمين عمل ثابت بِحيث تُشكل أشهر الشتاء صعوبات كبيرة في إيجاد فرص العمل.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد تَولّى شرقاوي دوراً حيوياً في مجتمعه وحصل على لقب يتعارف عليه بـ "المُصلِح المُجتمعي" للتوسّط في الخلافات - وهو دور يفتخر به شرقاوي مع أنه غير مدفوع الأجر. ويقول: "قد لا أملك الأموال الكافية لأقدمها للمحتاجين، لكن دوري كمصلح مجتمعي يمنحني الشعور بالفخر كون وجودي له قيمه فعالة في المجتمع ولست عالة عليه بسبب الظروف التي نمر بها.
المخاوف والآمال: تخوف الأب من المستقبل
تزداد أعباء المسؤوليات الملقاة على عاتق شرقاوي خلال فصول الشتاء القاسية، حيث تتطلب الحياة اليومية المزيد من الطعام بالإضافة إلى تكاليف التدفئة والملابس. وبسبب الصعوبات المادية، يقترض شرقاوي المال على مضض من الجيران وهو خائف من عدم تمكنه من سداد المستحقات في وقتها مما يشعره بأنه يقع في دوامة من الصعوبات اللامتناهية.
يقول شرقاوي: "أخشى أن أصاب بالمرض ذات يوم وأترك أسرتي دون أي دعم". "إن استمرار المساعدات التي تقدمها المنظمات مثل برنامج الأغذية العالمي ضرورية في حياتنا." وفي ظل انخفاض قيمتها، أصبح حلمه الأكبر الآن حلمًا متواضعًا، ولكنه واقعي: "الأولوية تكمن في الاستمرار في إطعام أطفالي".
ويصبح المشهد المتقلب في حياتهم اليومية واضحا في اختيارهم للأطعمة وتناولهم كميات أقل من الطعام والتضحيات المقدمة لضمان تغذية الأطفال بِشكلٍ كافٍ. لقد أجبَر تقليص المساعدات عائلة شرقاوي على إخراج اثنين من أطفاله من المدرسة للعمل داخل المخيم في محاولة للمساهمة في دخل الأسرة.
اعتباراً من أغسطس 2023، وللمرة الأولى منذ بداية تقديم المساعدات للاجئين في الأردن، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص قيمة المساعدة النقدية الشهرية التي يقدمها للاجئين السوريين في المخيمات بسبب نقص حاد في التمويل. ومع ذلك، وعلى الرغم من الصعوبات، فإن شرقاوي يُثابر بفضل دعم الجهات المانحة مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي تعتبر مساعداته المقدمة بمثابة شريان للحياة لسكان المخيم.