أمل وسط الصعوبات: صمود ثروة في مخيم الزعتري
تقضي سروة أيامها في مخيم الزعتري وهي تجتاز فترات متقلبة بين المرونة والتحديات.
كونها رب الأسرة فهي المسؤولة عن اعالة وتربية طفليها في وسط العديد من الكرفانات المتناثرة في المخيم، تعكس حياتها مزيجا من الصعوبات التي تواجهها كالعديد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المخيم.
أثر تخفيض المساعدات الغذائية
تتذكر سروة الوقت الذي كانت فيه المساعدات تقدّم أكثر من مجرد أساسيات للبقاء: "كانت لدينا خيارات أكثر حيث كان بإمكاننا شراء العديد من أنواع الأغذية المختلفة. ولكن اليوم، نختار بعناية الضروريات فقط على أمل أن تكفينا حتى وصول المساعدة التالية".
ألقت التخفيضات الأخيرة في قيمة المساعدات الغذائية الشهرية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي بظلالها الثقيلة على أسرة سروة. وتقول بصوت يشوبه القلق: "إن المساعدات هي مصدر دخلنا الرئيسي، أعيش في خوف دائم من استلام رسالة تبلغنا بأن المساعدة قد تتوقف بسبب عدم كفاية التمويل وبدونه يبدو البقاء على قيد الحياة مستحيلاً".
التعليم كالمنارة: نحلم بعدم الحاجة للاعتماد على الآخرين
ثقل مستقبل أطفال سروة حاضر دائمًا في أفكارها. "إن تعليمهم هو منارة الأمل بالنسبة لي. فأنا أبذل قصارى جهدي كل يوم لضمان التحاقهم بالمدرسة، على أمل أن تقودهم شهاداتهم ذات يوم إلى حياة لا يضطرون فيها إلى الاعتماد على أي شخص آخر."
ومع ذلك، فإن الصعوبات اليومية تقيدنا. تقول سروة: "قلبي ينفطر عندما يطلب اطفالي الفاكهة، وهو طلب بسيط، لكني لا أستطيع تلبيته. إنهم يتوقون إلى تفاحة أو موزة ليحملوها في حقائبهم الى المدرسة، ولكن ليس بقدرتي اعطائهم ما يريدون."
بصيص من الأمل: البحث عن عمل إضافي خارج المخيم
تغادر سروة المخيم كلما سنحت لها الفرصة للعمل كعاملة يومية في الأراضي الزراعية القريبة من المخيم. ويقدم هذا العمل الإضافي بصيصًا من الأمل لها ولعائلتها، وإن كان مؤقتًا، حيث تسعى جاهدة للمساعدة في تحسين دخل أسرتها.
يجلب الشتاء القاسي مجموعة جديدة من التحديات. "إننا نكافح من أجل الحصول على الدفء، وترتفع النفقات بشكل كبير في فصل الشتاء، ويصبح الجوع رفيقنا الدائم. نحن محصورون في منازلنا - الكرفانات، ونحاول أن نكتفي بوجبتين في اليوم لنا جميعًا".
بعد أن عاشت ثروة وعائلتها في المخيم لأكثر من عقد من الزمن، تتطلع إلى إيجاد التغيير وتقول: "نستيقظ كل يوم على أمل حدوث تحول إيجابي، وفرصة لمستقبل أفضل. ولكن على الرغم من الصعوبات، تعلمنا التكيف."
حبل النجاة: الامتنان للمساعدة المستمرة
وفي ظل حالة عدم اليقين مما يخبئه المستقبل لعائلتها، تؤكد سروة على أهمية استمرار الدعم وتقول “إن التخفيضات الأخيرة في المساعدات الغذائية الشهرية أثرت علينا بشدة، ولكن بفضل دعم الجهات المانحة مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لا يزال هناك بصيص من الأمل وأن دعمهم المستمر هو شريان الحياة بالنسبة لنا، ويذكرنا بوجود الخير في هذا العالم."
بالنسبة لسروة، المفتاح هو القدرة على تحمل الصعوبات. "أنا متمسكة بالأمل في أن تتحسن الأمور. ربما نواجه تحديات لا يمكن تصورها، لكن تعلمنا التأقلم وتعلمنا كيفية اجتياز هذه الرحلة الصعبة وإيجاد الراحة في الأمان الذي يوفره هذا المخيم".