تعزيز تكافؤ الفرص: تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن
تعرفوا على سماهر، حسن، عبير، وإسراء، كل يسير في طريقه، بينما تجمعهم القدرة على الصمود.
تحت مهمة ضمان تكافؤ الفرص للجميع، تعمل الأمم المتحدة في الأردن لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم. وعلى الرغم من العقبات التي يواجهونها، تتجلى حكايات الصمود والتمكين بصورة ملحوظة.
تعرفوا على سماهر، حسن، عبير، وإسراء، كل يسير في طريقه، بينما تجمعهم القدرة على الصمود. من خلال تجاربهم، نلتمس النتائج الإيجابية للشمولية والوصول العادل إلى الفرص.
سماهر في رحلة ملهمة
في سن الخامسة عشرة، اتخذت حياة سماهر منعطفًا غير متوقع عندما تعرضت لحادث غير حياتها في سوريا، وأدى إلى إصابتها بإعاقة شكلت مستقبلها. اتسم كفاحها في البداية للتأقلم مع هذا الواقع الجديد بالدموع والعزلة. ومع عدم وجود نظام دعم ومحدودية الموارد، واجهت تحديات هائلة.
لكن قصة سماهر أخذت منعطفًا ملحوظًا عندما قررت التمسك بالحياة رغم الصعاب. وبدعم من عائلتها والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شرعت في رحلة لإعادة بناء حياتها. حصلت سماهر على كرسي متحرك مكنها من الحركة والاستقلالية. بالإضافة إلى ذلك، تواصلت مع أحد المراكز المجتمعية التي تدعمها المفوضية، مما أتاح لها الفرصة لتطوير مهاراتها في صناعة الشموع والحرف اليدوية المختلفة.
اليوم، تبلغ سماهر من العمر 40 عامًا، وهي واحدة من 49,000 لاجئ من ذوي الإعاقة ممن يعيشون في الأردن.
تلعب برامج الحماية التي تقدمها المفوضية دوراً حيوياً في توفير الدعم الموجه للأشخاص مثل سماهر. ويقدم شركاء المفوضية الدعم النفسي والاجتماعي، وتقوم مراكز خدمة المجتمع، التي يبلغ عددها ثلاثة وعشرون مركزاً في جميع أنحاء الأردن، بتمكين النساء والرجال ذوي الإعاقة ليصبحوا جزءاً من الفرق التطوعية التي تنسق الأنشطة اليومية للمراكز. علاوة على ذلك، تقوم المفوضية بتوزيع أجهزة المساعدة الأساسية مثل أجهزة السمع والنظارات والعكازات والكراسي المتحركة على المحتاجين. وفي الفترة من يناير إلى أغسطس 2023، تلقى اللاجئون أكثر من 1,700 جهاز مساعد في جميع أنحاء الأردن.
تقيم سماهر حاليا في إربد، شمال الأردن، حيث حولت شقتها المتواضعة إلى مركز للإبداع وريادة الأعمال. حيث أنشأت ورشة عمل خاصة بها باسم "بيت الشموع والصابون"، حيث تصنع شموعًا فريدة وغيرها من المصنوعات اليدوية. وقد تحولت غرفة معيشتها إلى معرض نابض بالحياة لمنحوتات الشمع، وهو دليل على روحها التي لا تقهر ومواهبها الإبداعية.
بالإضافة إلى استقلالها بذاتها، كانت رحلتها بمثابة مصدر إلهام للآخرين من ذوي الإعاقة في مجتمعها. لقد أصبحت قدرتها على الصمود مصدرًا للتحفيز، مما يثبت أنه مع الإصرار والوصول إلى الفرص، يمكن للمرء التغلب على أصعب عقبات الحياة.
تقول سماهر وهي تتأمل رحلتها: "لم أشعر بالثقة بالنفس سوى في الأردن." ولم يحدث هذا التحول بين عشية وضحاها. في البداية، شعرت بالانتماء في مركز مجتمعي تدعمه المفوضية، مما أتاح لها الفرصة لتعزيز مهاراتها في صنع الشموع - وهي هواية منشودة. وتضيف: "لقد أخذت أيضًا دورات أخرى في الحرف اليدوية،" مؤكدة التزامها بتطوير الذات والتمكين.
انتصار حسن: تحدي الصعاب وكسر الحواجز
ولد حسن خليل الزيق، لاجئ فلسطيني يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، وهو يواجه صعوبات هائلة. كان وزنه عند ولادته سبعمئة وخمسين جرامًا فقط، وقضى ثلاثة وثلاثين يومًا في حضانة المستشفى، وهو يعاني من مضاعفات صحية شديدة. وُلد حسن كأحد ثلاثة توائم، وقد تميزت رحلته بالصمود والتصميم، على الرغم من إصابته بالشلل النصفي بسبب تشوه في العمود الفقري.
على مر السنين، خضع حسن لأكثر من واحد وعشرين عملية جراحية، مع توقع إجراء المزيد في المستقبل لتلبية احتياجاته الصحية. ومع ذلك، تبقى روحه غير مكسورة، ويردد عبارته المفضلة، "أنا بطل العالم"، كدليل على تصميمه الذي لا يتزعزع.
وبدعم من شقيقيه محمد وعمر، تبنت عائلة حسن شعار "لا شيء يمكن أن يوقفنا". لقد جسدوا معًا قوة روابط الأخوة، حيث عمل محمد وعمر كحماة وداعمين لحسن في جميع جوانب الحياة، بدءًا من الواجبات المدرسية وحتى تشجيعه أثناء مشاركته في بطولة تنس الطاولة البارالمبية.
وطوال فترة تعليمه في مدارس الأونروا في الأردن، استمر حسن بتلقي الدعم. وقامت الأونروا بتزويده بالمعدات والمرافق المتخصصة، بما في ذلك مصعد مصمم خصيصًا للطلاب ذوي الإعاقات الجسدية، مما يضمن وصوله الآمن إلى الغرف الصفية. كما قدم معلموه دعمًا كبيراً، ورعاية لنموه الأكاديمي والجسدي والنفسي.
تمتد مواهب حسن إلى ما هو أبعد من الدراسة. فهو لاعب شطرنج ماهر، وبرلماني متخصص في مدرسته، ولاعب تنس طاولة شغوف. مستوحياً الهامه من أحد أبطال تنس الطاولة الأردنيين من ذوي الإعاقة، كرّس حسن نفسه لهذه الرياضة. تدرب لساعات يومياً، حتى أثناء إجراء العمليات الجراحية، وشارك في بطولة الأردن الدولية لتنس الطاولة البارالمبية. ورغم كونه أصغر لاعب، إلا أن حسن حقق مرتبة مبهرة وحصل على تصنيف دولي وفرصة المشاركة في البطولات العالمية.
لقد كانت رحلة حسن بمثابة شهادة على رفضه السماح للتحديات الجسدية بأن تحدد هويته. وبدعم من عائلته والأونروا ومجتمعه، تمكن من تحطيم الحواجز وسعى لتحقيق أحلامه كطالب ورياضي ناجح. فقد كان التزام الأونروا بتوفير الدعم والإدماج للطلاب ذوي الإعاقة محورياً في مساعدة الطلاب مثل حسن على تحقيق إمكاناتهم وليصبحوا أبطالاً بحد ذاتهم.
واحة عبير للتحول
وجدت عبير أبو رزق، أردنية تبلغ من العمر ثمانية وأربعين عاماً، نفسها أمام ظروف صعبة كأم عازبة تعاني من تحديات صحية أدت إلى بتر قدمها اليمنى. تعكس رحلتها في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مادبا التأثير التمكيني للمركز على حياة النساء الأكثر هشاشة.
تعرفت على مركز الواحة من خلال أصدقائها وكانت ممتنة للفرصة التي أتاحها لها. كما أتاحت لها دورات المركز فرصة لبداية جديدة.
في البداية، كانت عبير تشعر بالقلق إزاء إمكانية الوصول بسبب إعاقتها، لكنها وجدت أن المركز مجهز جيدًا، مع وجود موظفات داعمات. التحقت بدورات الخياطة ووجدتها ممتعة ومفيدة للغاية.
وحصلت خلال فترة وجودها في المركز على راتب يخفف عنها أعباءها المالية. بعد الانتهاء من تدريبها، أنشأت عبير مشروعها الخاص للخياطة من المنزل، وعملت باستمرار على تحسين مهاراتها.
قصتها هي شهادة على التصميم والصمود والفرص التي توفرها مبادرات مثل مركز الواحة، التي تمكن النساء مثل عبير للتغلب على التحديات وبناء مستقبل أفضل.
إسراء: التعاطف، لعبة واحدة في كل مرة
في قلب إربد، الأردن، تتألق إسراء، ثمانية وعشرين عاماً، كمنارة أمل. عند وصولها إلى إربد في عام 2013 كلاجئة سورية، تعرضت إسراء للنزوح والخسارة، حيث فقدت زوجها عندما كان عمرها ثمانية عشرة عامًا فقط وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملها. وفي الأردن، أنجبت ابنها الوحيد لطفي، الذي ولد مصاباً بمتلازمة ريت، وهو اضطراب نادر في النمو.
وعلى الرغم من هذه التحديات، كانت إسراء مصممة على تقديم أفضل رعاية للطفي، حيث قامت بتسجيله في مدرسة خاصة للتعليم الخاص مصممة للأطفال الذين يعانون من تحديات مماثلة. وإدراكًا للدور المحوري للتعليم في تشكيل مستقبل لطفي، شرعت إسراء في رحلة لاكتساب تقنيات وأساليب مختلفة لدعم ابنها في التغلب على صعوبات التعلم التي يعاني منها.
في أبريل 2023، حدثت نقطة تحول في حياة إسراء عندما تلقت منحة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بتيسير من شريكها المنفذ، مؤسسة نهر الأردن. وبفضل هذا الدعم، أسست "لطف" في صيف عام 2023، على اسم ابنها، والذي يعني "التعاطف" باللغة العربية. تتمحور مهمة لطف حول إنشاء وتقديم ألعاب وتمارين تعليمية مصممة خصيصًا للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، بما في ذلك الأطفال المصابين بالتوحد.
إخلاص إسراء لم يكن له حدوداً. وفي غضون بضعة أشهر، بدأت في بيع الألعاب التعليمية على شكل تمارين للدماغ. تم تصميم ألعاب "لطف" التي طورتها إسراء بعناية لمعالجة مجموعة من صعوبات التعلم ولتكون جذابة وممتعة للأطفال. وهي تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تحفز التطور المعرفي ومهارات حل المشكلات والإبداع.
هذه القصة عبارة عن مجموعة من القصص المنشورة سابقاً على موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وموقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالإضافة إلى قصة شاركتها الأونروا لموقع الأمم المتحدة في الأردن.