في يوم الأغذية العالمي: الفاو وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة يدعوان إلى توفير طعام صحي وبأسعار معقولة للجميع وفي كل مكان
١٦ أكتوبر ٢٠٢٢
عمان - احتفلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي - وهما من وكالات الأمم المتحدة الرائدة التي تعمل من أجل تحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني وهو القضاء التام على الجوع بحلول عام ٢٠٣٠- بيوم الأغذية العالمي في الأردن.
وأقيم الاحتفال تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال في الحديقة النباتية الملكية، بحضور عدة ممثلين من الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية والمنظمات الدوليه ومنظمات المجتمع المحلي ووكالات الأمم المتحدة.
هذا العام، يأتي يوم الأغذية العالمي في وقت يواجه فيه العالم تحديات كبيرة على صعيد الأمن الغذائي الناجمة عن جائحة كورونا وأزمة تغير المناخ وتدهور البيئة وفقدان التنوع البيولوجي، والتي تتفاقم بفعل النزاعات وغيرها من حالات الطوارئ الإنسانية. وقد شهدت الأسعار ارتفاعا حادا وأصبحت الأسمدة باهظة الكلفة للعديد من المزارعين؛ فيما يواجه العالم تصاعدا في اعداد الاشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
شعار يوم الأغذية العالمي لهذا العام هو " لا تتركوا أي أحد خلف الركب. إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل وحياة أفضل" والذي يدعو إلى تحويل أنظمة الأغذية الزراعية لضمان حصول الجميع في جميع أنحاء العالم على غذاء كافٍ ومنخفض التكلفة وآمن ومغذٍ ليعيشوا حياة نشطة وصحية.
قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت في كلمة بالاحتفال، الذي أقيم في الحديقة النباتية الملكية، بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، وسفراء وممثلي منظمات دولية، إن الأزمات المتكررة في العالم، أدت إلى تعاظم التحديات التي تعانيها الدول من قبل، ما تسبب في تهديد واقع ومستقبل الأمن الغذائي لملايين البشر حول العالم.
وأضافت سموها أن ما يعادل 40 بالمئة من سكان العالم، لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، وأن نحو 193 مليون شخص عانوا العام الماضي من انعدام الأمن الغذائي، وأصبحوا بحاجة إلى الإغاثة، يضاف ذلك إلى معاناة ما يزيد على نصف مليون شخص حول العالم من المجاعة المؤدية للموت، بنسبة تزيد على 400 بالمئة عن العام الذي سبقه.
وفي المنطقة العربية، بينت سموها أن الأزمات والاضطرابات دفعت الكثير من الناس في العالم نحو الفقر والجوع؛ ما زاد من التحديات المتمثلة في انتشار التصحر، وبخاصة في الإقليم العربي وأفريقيا، وعالميا من خلال موجات الجفاف والفيضانات والحرائق والكوارث الطبيعية، التي تهدد الغطاء النباتي وتسرع في انهيار الأنظمة البيئية الحيوية.
وأشادت سموها بجهود وكالات الأمم المتحدة كبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الفاو؛ في مواجهة المخاطر والكوارث البيئية، ومساعدة المهجرين واللاجئين، والعمل كذلك مع المجلس الأعلى للأمن الغذائي في الأردن؛ للتعامل مع القضايا الأكثر إلحاحا وتأثيرا بشكل متزايد على الناس.
وأكدت أهمية تشجيع الحكومات والشراكات على إعطاء أولوية لأهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف المتعلق بالقضاء على الجوع، والمساعدة في توفير الأغذية الصحية المناسبة، مشيرة كذلك لدور القطاع الخاص في العمل على تزويد الناس بالغذاء الصحي.
وقال معالي وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات "إن احتفال العالم بيوم الأغذية العالمي لهذا العام، يأتي في وقت يواجه فيه الأردن والعالم، تحديات عالمية غير مسبوقة، تؤثر على الأمن الغذائي العالمي نتيجة للعوامل المناخية والسياسية، وانتشار أنماط سوء التغذية وشح المياه. ويمضي الأردن، الذي يعد من أفقر بلدان العالم مائيا، قدماً نحو تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس إنتاج الغذاء المستدام، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتنمية الشراكات الدولية لتنويع مصادر الغذاء، وتفعيل التشريعات والسياسات لضمان الأمن الغذائي في الظروف والمراحل كافة. كما يسعى الأردن إلى التركيز على استخدام التقنيات المبتكرة وتكنولوجيا إنتاج الغذاء؛ بما يسهم في استقرار وتنوع سلسلة الإمدادات الغذائية، والحد من الهدر وسوء استغلال الموارد الطبيعية، وضمان سلامة الغذاء وتحسين نظم التغذية. ويحرص الأردن على الوصول إلى أمن غذائي إنساني، والتحول كذلك إلى نظم غذائية مستدامة، وبناء شراكات مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وتمكين المرأة والشباب، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة تغيير السلوكيات الخاصة، والاستهلاك غير الحكيم للموارد المائية والغذائية."
وقال دومينيك بارتش، المنسق المقيم بالإنابة للأمم المتحدة في الأردن: "إن قضايا الأمن الغذائي والتغذية الصحية يأتيان في طليعة دعم الأمم المتحدة للأردن. وستبقى الأمم المتحدة في الأردن ملتزمة بالعمل مع الحكومة الأردنية والشعب الأردني لتحقيق وصول منصف، وميسور التكلفة، وآمن، ومستدام، وموثوق إلى المياه، والغذاء والطاقة. وتعتبر هذه إحدى أولويات إطار تعاون الأمم المتحدة في الأردن للسنوات الخمس القادمة."
من جانبه، صرح ممثل الفاو في الأردن المهندس نبيل عساف " حيث يؤثر ارتفاع أسعار الأغذية علينا جميعًا، غير أّن أشدّ التأثيرات تنعكس على الأقل حظا وعلى البلدان التي تشهد بالفعل أزمة غذائية. ولا يزال اليوم 3.1 مليار شخص حول العالم عاجزين عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي. هذا وتواصل معدلات الجوع ارتفاعها التي أثرت على 828 مليون شخص في عام 2021." وأضاف، "ونحن بحاجة اليوم، أكثر من أي يوم مضى،إلى تسخير قوة التضامن والعمل الجماعي. حيث لدى نظمنا الزراعية والغذائية إمكانات كبيرة لمستقبل أكثر إنصافًا وازدهارًا ،كونها مرتبطة ببعضها البعض في العديد من مجالات حياتنا واقتصادنا - من الزراعة إلى الموارد الطبيعية والطاقة والصحة والكثير غيرها. وتعد الزراعة من بين التدخلات الإنسانية الأكثر مردودية من حيث التكلفة."
وقال السيد ألبرتو كوريا مينديز، الممثل المقيم والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن، "إن أزمة الغذاء العالمية ستدفع المزيد من الأسر نحو انعدام الأمن الغذائي، مؤكدا التزام البرنامج بالتصدي لتحديات الأمن الغذائي في الأردن. وسيطلق البرنامج قريباً خطته الاستراتيجية للأعوام الـ 5 المقبلة، وسيستمر في دعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في الأردن بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة."
يُحتفل بيوم الأغذية العالمي في 16 تشرين الأول من كل عام لإحياء ذكرى اليوم الذي تأسست فيه منظمة الأغذية والزراعة في عام 1945، ويصادف هذا العام الذكرى الـ 77 لتأسيس المنظمة. حيث رافقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة المؤسسات الحكومية والشركاء في جهودهم لتنفيذ جدول الأعمال العام للقضاء على الجوع، والاستراتيجيات والإجراءات القطرية ذات الصلة. ويمثل هذا التعاون الأساس في مكافحة الجوع وسوء التغذية.