تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية بنت الحسين، انطلاق الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات للفترة من 18 - 24 تشرين الثاني 2022
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢
عمان - يحتفل الأردن والعالم أجمع بالأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات والذي يأتي هذا العام تحت شعار: "الوقاية معًا من مقاومة مضادات الميكروبات". يُعد الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات حملة عالمية سنوية لرفع مستوى الوعي والفهم بشأن مقاومة مضادات الميكروبات ودعم أفضل الممارسات بين أصحاب المصلحة من خلال نهج الصحة الواحدة للحد من ظهور مسببات الأمراض المقاومة للأدوية وكبح انتشارها.
أفادت التقارير بارتفاع معدلات مقاومة مضادات الميكروبات في البلدان على جميع مستويات الدخل، مما أسفر عن تزايد حالات عدم قابلية علاج الأمراض الشائعة، كما تزيد مخاطر اجراء التدخلات الطبية المهمة للمحافظة على الحياة مثل العمليات الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي للسرطان.
نظرًا لأن المسببات الرئيسية لحدوث وانتشار مقاومة الميكروبات للأدوية تحدث في قطاعات صحة الإنسان والحيوان والغذاء والنبات والبيئة، تُعد الاستجابة المستدامة لنهج الصحة الواحدة أمرًا ضروريًا لإشراك جميع أصحاب المصلحة وتوحيدهم حول رؤية واحدة وأهداف مشتركة. ويقدم المكتب القُطري التابع لمنظمة الصحة العالمية في الأردن، بالتعاون مع المكاتب التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، يد العون إلى الأردن في تنفيذ خططه من خلال نهج "الصحة الواحدة لمنع مقاومة مضادات الميكروبات".
ولذلك و تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية بنت الحسين، عقدت وزارة الصحة ووزارة الزراعة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، اجتماعًا رفيع المستوى مع أصحاب المصلحة الرئيسين لتجديد الدعم المشترك بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وتعزيزًا لسبل رفع مستوى الوعي العام بهذه الظاهرة.
خلال الفعالية، قال معالي وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات "انه ليسعدني تعزيز التعاون المشترك بين وزارة الزراعة ووزارة الصحة حيث انه سيتم اليوم توقيع مذكرة التفاهم بين وزارتي الصحة والزراعة لتنسيق العمل بينهما لمجابهة الامراض حيوانية المصدر." واوضح معاليه الدور الرئيسي لوزارة الزراعة في مكافحة التهديد المتزايد لمقاومة مضادات الميكروبات، حيث تعمل على تشجيع الاستخدام الحكيم وادارة منتجات مضادات الميكروبات في الحيوانات، ومراقبة الادوية البيطرية من حيث صناعتها واستيرادها ومراقبة نوع واستخدام المنتجات المضادة للميكروبات في الحيوانات، كما تعمل على تحسين الوعي لدى المزارعين وتشجيع تطبيق المعايير الدولية لتجنب خطر مقاومة مضادات الميكروبات.
من جانبه، قال وزير الصحة، الدكتور فراس الهواري "بالرغم مما حققه الأردن من انجازات على صعيد التصدي لظاهرة مقاومة الميكروبات للأدوية التي تواجه الأردن والعالم وأجمع منذ انضمامه للنظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات (GLASS) في عام 2018، وتمكنه من إنشاء نظامه الوطني لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات، الاّ أنه ما زال هنالك الكثير من الجهد والعمل المطلوب لمجابهة هذه الظاهرة من خلال؛ زيادة الوعي بها، والتعريف بمدى خطورتها، والدور الذي يتوجب على الأطراف المعنية القيام به، وكذلك تطبيق الإدارة الرشيدة لمضادات الميكروبات عبر استحداث آليات وإجراءات تضمن التوازن ما بين إتاحة مضادات الميكروبات، بينما تحرص على مراقبة استخدامها وفعاليتها من أجل صحة الإنسان والحيوان والغذاء".
وأوضح الهواري أنّ وزارة الصحة تعمل على توثيق التعاون بين كافة الجهات المعنية سواء أكانت حكومية أو أهلية؛ للتصدي لظاهرة مقاومة الميكروبات للأدوية والمضادات التي تواجه الأردن ودول العالم، وذلك التزاماً بمجابهة هذه الظاهرة من خلال تعاون مختلف الوزارات ذات العلاقة كالصحة والزراعة والبيئة والمياه والري، بالإضافة إلى المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء، والخدمات الطبية الملكية، وغيرها من المؤسسات الرسمية والأهلية التي تدعم جهود وزارة الصحة في التصدي لهذه الظاهرة.
وثمن الهواري دور لمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزارعة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في دعم جهود الأردن للتصدي لهذه الظاهرة من خلال تعاونهم المشترك، تحت شعار "نهج الصحة الواحدة"، وتقديمهم الدعم الفني اللازم للوزارات والمؤسسات الأردنية المعنية للحد من عبء هذه الظاهرة محلياً والتصدي لها بشكل أفضل.
وبدوره صرح ممثل منظمة الفاو في الأردن، المهندس/ نبيل عساف: "تتطلب مقاومة مضادات الميكروبات اتباع نهج الصحة الواحدة، وتجمع هذه العملية جهود قطاعي صحة الإنسان والحيوان لإحداث تغيير مثالي في استخدام مضادات الميكروبات، وهو الأمر الذي يأتي على رأس أولويات منظمة الفاو، ولهذا، فإننا نجتمع هنا هذا اليوم". واستكمل عساف قائلًا: "تُمثل مقاومة مضادات الميكروبات تهديدًا عالميًا وتشمل عواقبها الإخفاق في معالجة الأمراض، مما يؤدي إلى زيادة معدل الوفيات والإصابة بأمراض خطيرة أو طويلة الأمد وإحداث خسائر في الإنتاج وتقليل سبل العيش والتأثير على الأمن الغذائي. ويضطلع كل فرد بدورٍ في نشر الوعي وإيقاف المقاومة".
ومن جانبها، شددت ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن، الدكتورة جميلة الراعبي، على حقيقة أن "التحدي المتمثل في التصدي لخطر مقاومة مضادات الميكروبات هو أمر حيوي وعاجل، إذ يؤثر علينا جميعًا، ولذلك، يدعونا موضوع هذا العام إلى ضمان التعاون عبر القطاعات للحفاظ على فعالية هذه المنتجات الهامة".
يستمد الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات أهميته من كونه يجمع بين مختلف القطاعات ويهدف إلى الوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات من خلال زيادة الوعي بين جميع السكان. تفرض مقاومة مضادات الميكروبات تحديات معقدة ومتعددة الجوانب، ولذلك، ستستمر منظمة الصحة العالمية ومنظمة الفاو في الدعوة إلى اتباع نهج متعدد القطاعات لمعالجة هذه الظاهرة وتعزيز التعاون لزيادة الوعي بمقاومة مضادات الميكروبات بين عامة الناس وأصحاب المصلحة الرئيسيين من أجل الالتزام بالمكافحة الجماعية لمقاومة مضادات الميكروبات في الأردن.
شهد الاجتماع أيضا توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي الصحة و الزراعة لتنسيق العمل بينهما لمجابهة الامراض حيوانية المصدر ، كما ستبدأ ورشة العمل وتمرين المحاكاة لتعزيز نطم رصد الأمراض المشتركة وتبادل البيانات بين الوزارتين.