من حيث أقف: "نظراً إلى المستقبل، أهم شيء بالنسبة لي هو الاستمرار بالنمو والتعلم."
.
سلام العلو، ٢٧، لجأت إلى الأردن عام ٢٠١٣. بعد عملها كمشرفة موقع في مركز الواحة لهيئة الأمم المتحدة في مخيم الزعتري، تستمر بالتطوع في المكان الذي تؤمن بأنه ساعدها أن تجد نفسها.
"اسمي سلام العلو وعمري ٢٧ سنة. أنا من درعا، سوريا ووصلت إلى الأردن في ٢٠١٣. أتيت مع زوجي وعائلته. لم يكن لدي أطفال في ذلك الوقت، ولكن كنت حاملاً. تعرضت للإجهاض في طريقي إلى الأردن بسبب الظروف الصعبة التي عانينا منها. نحن هنا في المخيم منذ ٩ سنوات ولدي الآن ابنتان وولد.
سمعت عن مركز الواحة من النساء في المخيم- المجتمع الذي أعيش فيه. قيل لي أنه "واحة" تشعر فيها النساء بالراحة. كانت تجارب الناس في الواحة جداً إيجابية. وقيل لي أنها مختلفة عن كل الأماكن الأخرى لأنها فقط للنساء، وهذا ما شجعني بالتقديم.
انضممت إلى مركز الواحة في تموز ٢٠٢١ كمشرفة موقع. كنت مسؤولة عن النساء هنا وعن المكان بشكلٍ عام. في البداية، كان زوجي معارضاً لفكرة عملي، ولكن اقتنع على الفور بعد أن استمع إلى تجارب النساء الأخريات.
علمني أيضاً عملي هنا كيف أصبح أقوى. أريد أن أشكر السيدة روان بالذات لأنها دعمتني في رحلتي الشخصية للنمو. أشعر الآن أنني أستطيع مواجهة أي تحدي والتعامل معه بشخصيتي القوية. كنت أشعر في كثير من الأحيان بالقلق والخوف من قبل، لكن لم يعد الأمر كذلك.
أشجع بقوة النساء على المجيء إلى مركز الواحة. العمل حقاً يساعدك في النمو والتطور، وتشعرين كأنك عضو منتج في المجتمع. يُشعرك العمل بأن هويتك أكثر من مجرد أطفالك وبيتك. لم تعودي مقيدة بدورٍ معين. تخرجي وتلتقي بالناس ويلتقي الناس بك... تقدمي الدعم للآخرين وتتلقيه بنفسك.
خلال جائحة كوفيد-١٩ بالأخص كان الوضع صعباً جداً. أُغلقت المدارس وشعرنا بالضيق. ولكن عملي مكنني من توفير التدريس الخصوصي لأطفالي. لم يكن بإمكاني دفع تكاليف التعليم لولا عملي هنا. تمكنت أيضاً من توفير طعام وملبس لائق. ساعدت تجربتي في الواحة في تحسين مستواي المعيشي.
مقارنة النصف الأول بالنصف الثاني من العام الماضي، شعرنا بالإرهاق المعنوي خلال الأشهر الستة الأولى. كانت الجائحة مرهقة ولم أستطع الخروج أو التفاعل مع أحد لأنني كنت خائفة على صحة أطفالي. تحسنت الأمور عندما انضممت إلى مركز الواحة. كان يمكنني أيضاً اصطحاب أطفالي معي إلى العمل وهذا أمر رائع عن مركز الواحة حيث لا داعي للقلق بشأنهم أثناء العمل.
تم الانتهاء من دوري في الوظيفة، ولكن أستمر بالعمل كمتطوعة. وجدت نفسي هنا. كما أنني أتلقى دورات ولدي اهتمام باللغة الإنجليزية والرخصة الدولية لقيادة الحاسوب في الوقت الحالي. نظراً إلى المستقبل، أهم شيء بالنسبة لي هو الاستمرار بالنمو والتعلم. أريد أن أتقدم أكثر وأن أعمل مرة أخرى حتى أتمكن من دعم الآخرين بنفس الفرص التي أتيحت لي."
بدعم سخي من حكومات كندا وفنلندا وفرسنا وايسلندا وإيطاليا، بالإضافة إلى اللجان الوطنية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة ضمن آلية الأموال المجمعة "يد بيد"، واحات هيئة الأمم المتحدة للمرأة هي مراكز لبناء صمود وتمكين المرأة من خلال توفير فرص معيشية مستدامة وخدمات متعددة القطاعات مع إشراك الرجال والفتيان في الحوار والحشد من أجل المساواة المبنية على النوع الاجتماعي. تتعلق قصة سلام بالهدف ١٦ من أهداف التنمية المستدامة الذي يعزز الأمن والسلام، والهدف ٥ بشأن المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة.