عملت فاطمة معلمة رياضيات في سوريا. لكن خلال الأزمة، فقدت فاطمة وظيفتها وانتقلت إلى الأردن مع زوجها وأطفالها الثلاثة في عام 2013. ومنذ ذلك الحين وهي في مدينة اربد (شمال الاردن).
بالرغم من محاولاتها للحصول على العمل، إلّا أنَّ فاطمة لم تتمكن من العثور عمل يعيلها ويعيل عائلتها بسبب تزايد معدلات البطالة في الاردن وجائحة كورونا التي أثرت بشدّة على سُبل العيش للاجئين السوريين.
في تشرين الأول من عام 2021, بدأت فاطمة وغيرها من اللاجئين السوريين العمل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة العمل الدولية في مشروع (مداد) الممول من قِبَل الاتحاد الأوروبي. هذا المشروع المشترك يُوفّر فُرص عمل مناسبة قصيرة الأجل للأردنيين واللاجئين السوريين, و خلال عملهم قاموا بالصيانة و إعادة تأهيل و أعمال الحماية في 6 مواقع أثرية في محافظة المفرق و محافظة إربد في الشمال.
عملت فاطمة على عدّة مهام مثل تنظيف الأعشاب الضارة في المسار الروماني و بناء مسارات جديدة لتوفير طرق بديلة للسائحين في الموقع. كما قاموا ببناء أنظمة لتصريف المياه حول الموقع لتقليل الآثار الضارة على المعالم والمسارات نتيجة هطول الأمطار.
خلال الجائحة شعرت فاطمة أن الفرص المتوفرة لها محدودة جدا خصوصاً أنّها كانت عاطلة عن العمل و كانت تمضي معظم وقتها في المنزل لرعاية أطفالها. بالرغم من أن فاطمة لم تكن لديها خبرة في مجال التراث الثقافي, إلّا أنّ مشاركتها في مشروع مداد ساعدتها على كسب مهارات جديدة واستكشاف إمكانياتها.
قالت فاطمة "أشعر بأنني امرأة مجتهدة بسبب هذه الفرصة للعمل في البلد المضيف. لقد سددت ديوني المتراكمة و اشتريت لوح إلكتروني و بطاقات التعلم الإلكتروني لابني لكي يحضر الفصول الدراسية عبر الإنترنت خلال الجائحة." أضافت فاطمة بأنها لأول مرة منذ مجيئها الى الأردن تمكنّت من استعادة ثقتها بنفسها.
عمل 187 أردني و 66 سوري (من ضمنهم فاطمة) في موقع أم قيس الهلنستي الروماني حيث قاموا بتنظيف الموقع وإعادة بناء بعض الجدران بالإضافة إلى تسوير المنطقة، والحفاظ على أرضيات الفسيفساء, وبناء مناطق الاستراحة المخصصة للزائرين و بناء مسارات لتصريف المياه ومسارات لجعل الموقع أيسر للوصول من قِبَل السُّياح.
قالت فاطمة "جئت للأردن في عام 2013, و لكن هذه أول مرة أشعر بأني جزء من المجتمع"