المفوضية تحتفل بمساهمات اللاجئين في المجتمع الأردني
٢٠ يونيو ٢٠٢٢
عمان - في العشرون من شهر حزيران الجاري، تكرّم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأردن على كرم الضيافة المستمرة ورحابة الصدر في استقبال واستضافة اللاجئين. يعرض يوم اللاجئ العالمي هذا العام كيف تمكّن اللاجئين من مختلف الجنسيات العثور على ملاذ آمن في الأردن وأعادوا بناء حياتهم وأصبحوا جزءً فعّالاً من المجتمع المحلّي، وبالتركيز على الحق في التماس الأمان.
قال دومينيك بارتش، ممثل المفوضية في الأردن "في يوم اللاجئ العالمي، لا نستذكر فقط المشقة والآلام التي مرّ بها اللاجئون عند فرارهم أوطانهم، بل القوة والشجاعة والإصرار الذي أظهروه عبر السنوات".
واحتفالاً بهذه المناسبة، تقيم المفوضية حدثاً في العاصمة عمّان يوم الإثنين 20 حزيران من الساعة الـ6 وحتى الـ8 مساءً في هانجر راس العين، بحضور الجمهور والعامّة، حيث سيقوم عدد من اللاجئين من مختلف الجنسيات بمشاركة قصصهم وفنون وموسيقى ورقص وأطعمة من ثقافاتهم. كما وستشارك في هذا الحدث الفرقة الأردنية "أوتوستراد".
وبدعم من أمانة عمّان الكبرى، وبحضور كل من معالي وزير الداخلية السيّد مازن الفراية ومدير مديرية شؤون اللاجئين السوريين عطوفة العميد الركن طارق عازر وسفراء الدول المانحة وممثلي هيئات الأمم المتحدة العاملة في المملكة ومنظمات إنسانية شريكة وعامّة الشعب، هذا الحدث يجمع جميع أطياف المجتمع الأردني لإبراز مهارات اللاجئين وكرم ضيافة المجتمع الأردني المستضيف.
هذا وينعكس الدعم المعنوي الهائل للأردنيين تجاه اللاجئين من خلال البيانات الصادرة عن المفوضية هذا الأسبوع والذي توضح بأنه، ووفقاً لاستفتاء رأي عام، 96% من الأردنيين يشعرون بالتعاطف مع اللاجئين. علماً بأن هذا الرقم قد ارتفع مقارنةً بالاستفتاء الذي أُقيم قبل ستة أشهر والذي بلغ حينها 92%. إضافةً إلى ذلك، قال غالبية الأردنيين – أي 81% من المشاركين في الاستفتاء هذا – بأنهم يؤيدون إدراج اللاجئين في الأنظمة الوطنية مثل الصحة والتعليم.
وتعليقاً على هذه النتائج، قال ممثل المفوضية في الأردن دومينيك بارتش "إن الشعور العام الإيجابي تجاه اللاجئين حجر أساس لاستمرار تقبّلهم وإدماجهم مع المجتمع المحلي. وفي يوم اللاجئ العالمي، يسعدنا أن نحتفي بالأردن وشعبه الذين أظهروا للعالم أجمع كرمهم وحسن ضيافتهم، في حين وصل أعداد النازحين حول العالم إلى مستويات غير مسبوقة".
وتُظهر الأرقام الصادرة في تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول الإتجاهات العالمية والذي صدر في شهر حزيران بأن بين كل 14 شخص في الأردن، أحدهم لاجئ، وقد تخطّى عدد النازحين بسبب النزاعات والإضطهاد والحروب حاجز المائة مليون شخص خلال العام 2022. ويُعدّ هذا أعلى مستوى شهدته المفوضية منذ تأسيسها قبل أكثر من 70 عاماً.
يستضيف اليوم الأردن أكثر من 760 ألف لاجئ، 85% منهم يقطنون خارج المخيّمات في المناطق الحضرية. إن استمرار رحابة صدر الحكومة الأردنية وكرم ضيافة شعبه على مدى العقود الماضية عاملاً أساسياً لحماية حق اللاجئين في التماس الأمن واللجوء. وبالتالي، فإن الأردن يُعرف عالمياً بأنه مثال يُحتذى به لكيفية استقبال النازحين والذين أُجبروا على الفرار.
بالرغم من ذلك، لا يزال 64% من اللاجئين في الأردن يعيشون بأقل من 3 دنانير في اليوم، وكما أتُضح في تقرير المفوضية الحديث حول مؤثرات الضعف، فإن معظم اللاجئين في الأردن يكسبون دخلهم من خلال العمل ويتمتعون بالاكتفاء الذاتي إلا أن قيمة المبالغ التي يعتمدون عليها للعيش لا تكفي لإخراجهم من فئة الفقر.
تواص المفوضية دعوتها للمجتمع الدولي للتضامن وتقاسم المسؤولية، وذلك ليس لأولئك الذين تُعنى المفوضية في حمايتهم فقط، بل للأردن كبلد مستضيف ونظراً للأثر الإجتماعي والإقتصادي الكبير لاستضافة اللاجئين.