المساعدات النقدية لفصل الشتاء تساعد اللاجئات في جميع أنحاء الأردن
استفادت أكثر من 100 ألف عائلة لاجئة تعيش في المناطق الحضرية وفي مخيمات اللاجئين هذا الشتاء من توزيع المساعدات النقدية المقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة
الجو يكون في منتهى الصعوبة من تشرين ثاني/نوفمبر إلى أذار/مارس، ومع هبوط درجات الحرارة لدون الصفر مئوية، تكون الحياة صعبة لأكثر من 750 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية.
هذا العام، بالنسبة لنوال وشذى وأم عطاالله، كانت المساعدة النقدية المقدمة من المفوضية في فصل الشتاء بمثابة شريان حياة. هذا الشتاء وبفضل دعم الجهات المانحة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، تم تقديم الدعم لأكثر من 100 ألف عائلة لاجئة في الأردن تعيش في المناطق الحضرية ومخيمات اللاجئين من خلال توزيع المساعدات النقدية.
نوال
بصفتها أرملة سورية تبلغ من العمر 42 عاماً، تعيش نوال في شرق عمان منذ عام 2013 بعد أن فرت من سوريا إلى الأردن. نوال أم لخمسة أطفال وتعيش حالياً في شقة صغيرة مستأجرة منذ عام 2016 وهي المعيل الوحيد لأطفالها بعد وفاة زوجها بسبب السرطان .
“انقلبت كل حياتي من لما تركنا”
في تشرين ثاني/نوفمبر قالت نوال أنها قلقة من اقتراب فصل الشتاء. كانت شقتها رطبة، وتتسرب المياه من السطح عند هطول المطر، وكانت عائلتها أيضاً بحاجة ماسة إلى مدفأة “صوبه” غاز جديدة. “الشتوية الماضية، ما كان عنا غير بطانيتين لحتى نتدفئ بهم”.
“بنتي رنيم بتمرض بسرعة من البرد، وما بقدر أتحمل تكاليف علاجها”.
اعتادت عائلة نوال على تلقي المساعدة النقدية الشهرية من المفوضية. ولكن تم قطعها منذ عامين بسبب نقص التمويل، ولكن في عام ٢٠٢٠ تلقت مساعدات كورونا التي كان من دورها مساعدتها على سداد نفقات معيشتها. وخلال العام الماضي، كان توفير أي شيء غير الأساسيات مثل الإيجار وفواتير الكهرباء والأدوية أمراً صعباً للغاية.
في 18 تشرين ثاني/نوفمبر 2021 الساعة 11:45، تغير كل شيء! تلقت نوال رسالة نصية من المفوضية تفيد بأن عائلتها ستتلقى مساعدة الشتاء لهذا العام.
“ما بقدر أوصف مشاعري الآن، مساعدة الشتاء هي بمثابة رحمه لي وعائلتي”.
بالنسبة لنوال، كان يعني هذا أنها تمكنت من سداد ديون الإيجار القديمة، وشراء الأدوية لابنتها والاستعداد لفصل الشتاء، مثل شراء أسطوانات الغاز للتدفئة والقيام بصيانة منزلها الذي لطالما أرادت القيام به لوقف تسرب المياه.
شذى
يعيش حوالي 20 بالمائة من اللاجئين في الأردن في المخيمات. يقع مخيم الأزرق في شمال شرق الأردن ويشتهر بأحوال الطقس القاسية، وغالباً ما تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية في الصيف وتتدنى لتصل الى تحت الصفر في الشتاء.
عانت شذى، اللاجئة السورية البالغة من العمر 38 عاماً، من هذه الظروف الاستثنائية على مدى السنوات الخمس الماضية منذ أن فرت من منزلها في حمص، سوريا.
“كانت حياتي كالجنة”، هكذا وصفت حياتها في سوريا.
هناك، كانت محاطة بأفراد عائلتها، ولكن بعد أن أصبحت لاجئة تغيرت حياتها بشكل كبير.
في مخيم الأزرق، شذى هي المعيلة الوحيدة لوالدها المسن ووالدتها وكذلك شقيقها الذي يعاني من إعاقات عقلية وجسدية. مع كل هذه المسؤوليات، ضحت بالكثير من حياتها من أجل عائلتها.
“رفضت عروض زواج كثير حتى أقدر أساعد أهلي”. لكن على الرغم من كل شيء، ما زالت تعتقد أنه شرف كبير أن تساعد عائلتها.
لكن في الشتاء، تحتاج شذى إلى بعض المساعدة الإضافية، حيث يعيش اللاجئون في المخيم في بيوت متنقلة صغيرة ومعدنية والتي غالباً ما تغمر أسقفها بالماء أو تتعرض لأضرار بسبب الرياح الشديدة والأمطار.
تقول شذى: “المخيم في الصحراء، والبرد شديد هنا، والطقس قاسٍ، وصعب كثير ممارسة الحياة اليومية في الشتاء بشكل طبيعي”.
إلى جانب تأثير جائحة كورونا، كافحت شذى مالياً بسبب فرص كسب العيش المحدودة. كما تشكل الحاجة إلى العثور على عمل بالقرب من المنزل داخل المخيم تحدياً إضافياً لها حتى تتمكن من الاستمرار في إعالة أسرتها.
“من الصعب ألاقي شغل لمساعدة أسرتي لشراء لأدوية والأواعي الشتوية وحتى الأحذية.”
استعداداً لفصل الشتاء، قدمت المفوضية المساعدات النقدية الشتوية لجميع اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات، وكانت عائلة شذى واحدة منهم. وبفضل هذا المبلغ، أعادت شذى ملء أسطوانات الغاز للتدفئة واشترت ملابس شتوية وأدوية لوالديها. “لو ما أخذت مساعدة الشتاء هذه السنة،كان عانينا كثير”.
ام عطا الله
لم تتوقع أم عطا الله أن تقضي السنوات الأخيرة من حياتها كلاجئة. ولكن بدلاً من الاستمتاع بشيخوختها بسلام، أصبحت الآن واحدة من 80 ألف لاجئ سوري يعيش في مخيم الزعتري. تحملت الجدة مسؤولية أحفادها الأربعة بعد أن فقدوا والدتهم في الحرب وما زال والدهم مفقوداً.
على الرغم من كل المحن، فإن أم عطا امرأة ذات روح وشخصية عظيمة، تتحمل المصاعب التي واجهتها في الحياة بابتسامة على وجهها، تلعب بلطف دور الأم والأب لأحفادها، تقوم بإصلاح ملابسهم، ومساعدتهم بأداء واجباتهم والتأكد من إكمالهم لتعليمهم.
هذا العام، كان من دور المساعدة النقدية التي استلمتها من المفوضية أن نعينها على القيام بكل ذلك.
“لو ما أخذت المساعدة كان عجزت. تلقيت 230 ديناراً: صرفت 100 دينار على صيانة الكرفان واشترينا لوحين خشب لحتى نسكر السقف وأرضية الكرفان ونمنع فيضانات المي، قدرت كمان سداد بعض الديون.”