معاً نتعلم: مساندة التعليم النوعي والشامل للاجئين في الأردن
يدعم متطوعو ومتطوعات الأمم المتحدة اليونيسف والأونروا في مجال توفير التعليم للاجئين في الأردن.
يدعم متطوعو ومتطوعات الأمم المتحدة عمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مجال توفير التعليم للاجئين في الأردن، عبر تحليل البيانات والتوعية وتبادل المعارف وغيرها من الأنشطة التي تهدف لتوفير تعليم جيد للأطفال اللاجئين. وتقديراً لأهمية مبدأ الشمول الذي يتبعه هؤلاء المتطوعون والمتطوعات، وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين، فإننا نحتفي بإنجازاتهم في هذا الظرف الطارئ المعقد.
يستضيف الأردن حوالي 3 ملايين لاجئ، معظمهم (2.3 مليون) لاجئون فلسطينيون مسجلون لدى الأونروا، إلى جانب حوالي 156,107 أشخاص آخرين مسجلين. ويشمل هذا الرقم 634,922 لاجئاً من فئة الشباب. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 775 ألف من الأشخاص المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بصفتهم لاجئين وطالبي لجوء في البلد، من ضمنهم 667 ألف لاجئ سوري، حوالي نصفهم من الأطفال دون سن 18 سنة.
يخدم دونغ يون بارك (كوريا) كمتطوع مع الأمم المتحدة في قسم التعليم في اليونيسف بالأردن، حيث يقدم المساعدة في كتابة ونشر التقارير الشهرية للجهات المانحة وغيرها من الوثائق الرئيسية، كالتقرير عن الأطفال خارج المدرسة في الأردن. وترصد مثل هذه المنشورات البيانات المتعلقة بالالتحاق بالتعليم ضمن المجتمعات المحلية، وتسلط الضوء على مواطن الضعف، وتُبرز وضع الأطفال المتسربين من المدارس.
والواقع أن سنة 2020 شهدت تسرب 1.6 مليار طفل من التعليم حول العالم، وعلى الرغم من تحول بلدان كثيرة إلى التعليم عبر الإنترنت، لم يستطع 500 مليون طالب على الأقل الوصول إلى التعلم عن بعد. وفي الأردن، كان للاجئين حضور غير متناسب بين الطلاب غير الملتحقين بالتعليم، ويزداد احتمال تسربهم من التعليم مقارنة بنظرائهم الأردنيين. وبالتالي تشكّل هذه التقارير نقطة مرجعية تنطلق منها الجهات الشريكة لتحديد الفئات الضعيفة الأولى بالرعاية، ووضع استراتيجيات لزيادة فرص الوصول العادل للأطفال إلى التعليم الأساسي النوعي، وتنفيذ إجراءات موجهة لتحقيق هذا الهدف.
علاوة على ذلك، شارك دونغ يون مؤخراً في مقابلات جماعية مركزة مع المعلمين ومدراء المدارس في إطار عملية أوسع نطاقاً لتقييم الأداء وتعزيز شمول مختلف الفئات.
"من واقع ما سمعنا من المعلمين، فالأهم هو العلاقات، ومساندة الأبوين، والمساعدة في الواجبات المنزلية، والتغذية السليمة، والراحة. فهذه هي العوامل التي أخذها المعلمون في اعتبارهم لتعزيز مشاركة الطلاب وتعافيهم". - دونغ يون بارك، متطوع الأمم المتحدة والمعاون بقسم التعليم في اليونيسف، الأردن.
يخدم يونغمين ويون (كوريا) أيضاً مع قسم التعليم في اليونيسف بالأردن، كمتطوع مع الأمم المتحدة في مجال إدارة المعرفة والبيانات، حيث يتولى مهمة تحليل البيانات التي تنشرها وزارة التربية والتعليم والمتعلقة بمختلف المراحل التعليمية، بدءاً من الروضة وحتى الصف الثاني عشر. وتُسهم هذه البيانات جزئياً في تحديد الاحتياجات المختلفة للمدارس ومساندة تبني رؤية ونهج مشتركين في التعليم.
"كان لتحليل البيانات وإعداد التقارير أهمية كبيرة جداً نتيجة التحديات غير المسبوقة التي فرضتها جائحة كورونا. وقد أظهرنا صمودنا في الأوقات العصيبة، حيث قدمنا المعلومات لمساندة احتياجات الطلاب والانتقال من المدارس إلى منصات التعلم الرقمية. وعندما يعود الطلاب إلى مدارسهم خريف هذا العام، سنرافقهم في كل خطوة في هذه الرحلة". - يونغمين ويون، متطوع مع الأمم المتحدة في مجال إدارة المعرفة والبيانات في اليونيسف، الأردن.
بالإضافة إلى ذلك، يحلل يونغمين البيانات الواردة من مخيمي الأزرق والزعتري للاجئين، وتلك المتعلقة ببرامج التعليم غير الرسمية وبرامج الفرص البديلة المخصصة للطلاب غير الملتحقين بالمدارس، مع التركيز على إعادتهم إلى مقاعد الدراسة. وفي وقت لاحق من هذا العام، سيبدأ في مساندة برنامج جسور التعلم الذي يهدف إلى دعم مليون طالب في الصفوف من الرابع إلى التاسع الأساسي من خلال منصة للتعليم المدمج.
ساكي كوماهاشي (اليابان) هي أيضاً متطوعة مع الأمم المتحدة وتساند اللاجئين في الأردن، حيث تخدم مع الأونروا في مجال التوعية والتنمية الشبابية، وتقود عملية وضع استراتيجية معنية بالشباب للوكالة. وهي تُجري بحوثاً مكتبية ومقابلات ميدانية بهدف التعرف على الطريفة الأمثل لتزويد الشباب بالخدمات الأساسية التي يحتاجونها م قبل الأونروا والجهات الشريكة لها، بما في ذلك التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية، وبرامج التعلم المكيفة لملاءمة سياق جائحة كورونا. وفي المقابلات مع اللاجئين، استرعت قلقها أيضاً معدلات البطالة المرتفعة وإقصاء الشباب من القوة العاملة.
"غالباً ما يعمل الشباب بصورة غير رسمية، وهم من أوائل من يتعرضون للتسريح أثناء الأزمات؛ وبالتالي فلا بد من إتمام التعليم الرسمي والتدريب المهني لمساعدتهم على المشاركة في سوق العمل الرسمية. ومع ذلك واجه الكثير من الطلاب اللاجئين صعوبات في مواصلة دراستهم عبر الإنترنت أثناء إغلاق المدارس، وأثرت التكاليف المرتبطة بالهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر والوصول إلى الإنترنت على قدرتهم على اكتساب المهارات الرقمية. ففي بعض الحالات، تتقاسم أسرة معيشية بأكملها هاتفاً جوالاً واحداً". - ساكي كوماهاشي، متطوعة مع الأمم المتحدة في مجال التوعية والتنمية الشبابية مع الأونروا، الأردن.
على الرغم من التحديات الهائلة التي فرضتها الجائحة، تحافظ ساكي على عزمها، وهي مصرّة على وضع استراتيجيات تزيد فرص الحصول على التعليم والتدريب، وترفع أصوات اللاجئين الشباب، وتساند مشاركة الشباب في مختلف برامج الأونروا إلى جانب البرامج المقدمة من المنظمات الأخرى.
جنباً إلى جنب مع شركاء الأمم المتحدة، يقف برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين مع اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة في بناء مستقبل أكثر شمولاً نستطيع فيه معاً أن نخطو نحو التعافي ونحو التعليم ونحو التألق.