بدأ محمد تدريبه في عام 2019 وتخرج في عام 2020. بعد التخرج أصبح لدى محمد فهم أكبر لمتطلبات سوق العمل وتوظيف مهاراته الجديدة التي اكتسبها لمتابعة حياته المهنية.
محمد شحادات شاب سوري يبلغ من العمر 25 ربيعا شق طريقه نحو النجاح. "يجب ألا يستسلم المرء للصعاب والتحديات او أن تمنعه من تحقيق النجاح"، قال محمد.
عندما انتقل محمد وأسرته إلى الأردن عام 2013 كان يشعر باليأس، وبعد أن عاش في حالة من عدم اليقين لمدة ثلاث سنوات في الأردن، كان لدى محمد الدافع لتغيير حياته. وأدرك أن مستقبله لن يتغير إذا لم يبدأ بتحسين مهاراته ومعارفه والحصول على شهادة معتمدة من شأنها أن تساعده في الحصول على دخل ثابت.
مع مرور الوقت، بات محمد يتعطش للمعرفة والنجاح. وفي شهر ديسمبر عام 2018 صادف محمد إعلانًا يروج لمنح الدبلوم الممولة من حكومة جمهورية كوريا كجزء من مشروع اليونسكو "توفير برامج التعليم التقني والتدريب المهني والتدريب القائم على العمل وريادة الأعمال لصالح الشباب المتأثرين بالأزمة السورية في الأردن". وحينها قدم محمد أوراقه للمنحة دون تردد للحصول على دبلوم إدارة الأعمال من كلية لومينوس الجامعية التقنية. بدأ محمد تدريبه في شهر مايو عام 2019 وتخرج في يوليو عام 2020. بعد التخرج أصبح لدى محمد فهم أكبر لمتطلبات سوق العمل وتوظيف مهاراته الجديدة التي اكتسبها لمتابعة مسار حياته المهنية.
شاركنا محمد انطباعه عن تجربته التعليمية في كلية لومينوس حيث قال: "في يومي الأول كان المدرسون داعمين وودودين، لقد رحبوا بنا عن طريق توجيهات وارشادات مفصلة حول التكيف في الحرم الجامعي والاعتياد على التعامل مع البيئة التعليمية الجديدة." وأضاف محمد "لقد كنت متحمساً لأن الدراسة تشعرني بأنني ما زلت على قيد الحياة واكتساب مهارات جديدة منحني فرصة فريدة للمساهمة بإيجابية كعضو فعّال في المجتمع".
وفي أعقاب جائحة كوفيد-19 قام محمد بمساعدة العديد من الشباب. وكبادرة من مبادراته، أطلق منصة للتعلم الإلكتروني للشباب الذين يتمركزون في مخيمات اللاجئين في الأردن تحت مسمى "شؤون الطلاب المغتربين"، وزودهم بالمهارات اللازمة لتعزيز قدراتهم في مجال إدارة الأعمال والتسويق والتنمية الذاتية، واللغة العربية ايضاً. وخلال تلك الفترة، تم اختيار محمد من بين خمسة آخرين من قبل منظمة "دوت للشباب"، كأكثر الشباب المؤثرين في مجال دعم تعليم الشباب الأقل حظا في المخيمات، وكذلك تم اختياره كمتحدث باسم الشباب السوريين لمؤتمر اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات في سبتمبر 2020.
"لقد سعدت باختياري كمتحدث باسم الشباب السوريين من قبل اليونسكو خلال فعالية مؤتمر اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات في التاسع من سبتمبر"، قال محمد. والذي تم تنظيمه عن بُعد، وكان الهدف من هذا المؤتمر رفيع المستوى، هو الاحتفال بهذا اليوم الدولي للأمم المتحدة والترويج له، والذي يهدف إلى وقف وحماية التعليم من الهجمات. "لقد تمكنت من التعبير عن كفاحنا وتحدياتنا كلاجئين، وأتمنى أن تتغير الأمور لصالحنا يومًا ما"، قال محمد.
بينما توسعت خبرة محمد ليصبح متطوعًا وباحثًا مع منظمات إنسانية مختلفة، عمل محمد سابقًا كباحث مستقل في منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن)، وكذلك يعمل حاليًا كمتطوع مع منظمة (الطائرات الورقية) وهي منظمة غير ربحية، تهدف إلى مساعدة الأفراد المتضررين من النزاع ودعمهم من خلال مدرسين خصوصيين عن طريق عقد جلسات تعليمية لهم والتي يتم إجراؤها عبر منصات إلكترونية ومؤتمرات الفيديو لمدة 12-16 أسبوعًا. من خلال هذه المبادرة، يدعم محمد الطلاب في مجال التعليم والتطوير المهني مع التركيز بشكل خاص على دعمهم في صياغة الخطابات التعريفية للتقدم للجامعات والبحث عن المنح الدراسية.
"أحببت عملي في (وورلد فيجن) ، أرى شغفا في المنظمات الإنسانية، وأشعر بالتفان والفخر بأنني كنت جزءاً من هذه العائلة"، قال محمد. واستطرد "كل شخص يحق له العمل والنجاح في الحياة، فهذا ضروري، وأنا أسعى لتحقيق ذلك"، أضاف محمد. وما زال محمد حتى اللحظة ممتنا للفرصة التي أتاحتها منحة التعليم التقني والتدريب المقدمة من اليونسكو والممولة من حكومة جمهورية كوريا.
تقوم اليونسكو وبالتماشي مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لتحقيق تعليم ذو جودة بدعم الحكومة الأردنية في ضمان استمرارية وعدالة التعليم. كما يتوافق هذا المشروع مع العديد من السياسات والاستراتيجيات الوطنية المختلفة، كالخطة الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (2016- 2025) وخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية (2020-2022).