سعادة المهندسة مها علي – الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة
معالي الدكتور نذير عبيدات – رئيس الجامعة الأردنية
الدكتورة أمل العواودة – مديرة مركز دراسات المرأة
السيدات والسادة الضيوف الكرام، الزملاء، والأصدقاء،
يشرفني أن أكون معكم اليوم للاحتفال بيوم المرأة العالمي —هذه المناسبة التي تجمعنا للاعتراف بإنجازات النساء والفتيات وتجديد التزامنا بالعمل المستمر لتحقيق المساواة.
هذا العام يحمل دلالة خاصة، حيث نحتفل بمرور 30 عامًا على إعلان ومنهاج عمل بيجين، الذي يعد التزامًا عالميًا بارزًا وأحد أكثر الأجندات طموحًا وشمولًا في التاريخ لتعزيز حقوق المرأة وتمكينها.
على مدى العقود الثلاثة الماضية، شهدنا تقدمًا استثنائيًا: تراجع معدلات الفقر بين النساء، ارتفاع نسب إكمال التعليم للفتيات، وإصلاحات قانونية عززت حقوق المرأة.
ومع ذلك، فإن الطريق إلى الأمام لا يزال محفوفًا بالتحديات.
فالإنجازات التي تحققت بشق الأنفس باتت مهددة نتيجة للانتكاسات المتزايدة، والتي تهدد الأسس التي بُني عليها هذا التقدم.
إن النزاعات، والأزمات، وانحسار الفضاء المدني، والقيود المتزايدة على الحريات الفردية، كلها عوامل تزيد من هذه التحديات.
ووفقًا للمعدلات الحالية، قد يستغرق سد الفجوة العالمية بين الرجال والنساء في مجالات مثل المشاركة الاقتصادية والتمثيل السياسي قرونًا.
إن هذا الواقع الصادم يستدعي استجابة عاجلة.
لقد حان الوقت لتسريع جهودنا والوفاء بالوعود التي قُطعت في بيجين—لنجعل المساواة حقيقة ملموسة وليست مجرد طموح.
أولوية أساسية للأمم المتحدة
تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين يشكلان جوهر الركائز الثلاث للأمم المتحدة: السلام والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة.
وتقع المساواة في صميم أهداف التنمية المستدامة التي تبنتها الدول في عام 2015، حيث لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق إمكاناته الكاملة دون المشاركة الكاملة والمتساوية لجميع أفراده، بما في ذلك النساء.
تواصل الأمم المتحدة العمل على المستويات العالمية والمحلية من أجل:
- تعزيز الوصول المتكافئ إلى التعليم، والرعاية الصحية، والفرص الاقتصادية.
- إنهاء العنف والتمييز من خلال الإصلاحات القانونية، وحملات التوعية، والمشاركة المجتمعية.
- زيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية وصنع القرار.
وقد شهدت الأمم المتحدة تقدمًا ملحوظًا في تعزيز دعمها على المستوى الوطني لملايين النساء والفتيات خلال العقد الماضي.
لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب داخل المنظمة نفسها لتحقيق الطموحات الكاملة.
إن هذه القضية ليست مجرد مسألة سياسات، بل هي مسألة قوة.
يجب أن نقود تغييرًا جذريًا—بإعادة التفكير في الهياكل والأولويات والمساءلة لضمان أن أصوات النساء لا تُسمع فحسب، بل تشارك بفعالية في صنع القرارات على جميع المستويات.
فبدون هذا التغيير الجوهري، لن نتمكن من خدمة نصف البشرية على النحو المطلوب.
لقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذه القضية بأنها "أكبر تحدٍ لحقوق الإنسان في عصرنا"، وأطلق تحت قيادته خطة تسريع جريئة تحقق نتائج حقيقية ومستدامة.
وقد تبنت الأمم المتحدة نداء المساواة بين الجنسين، الذي يلزم جميع قادة الأمم المتحدة بالتحرك المشترك، وبشكل عاجل، لمواجهة الانتكاسات التي نشهدها في حقوق المرأة حول العالم.
إن تحقيق المساواة وتمكين النساء والفتيات ليس مجرد واجب أخلاقي—بل هو عامل أساسي في تحقيق السلام والتنمية والازدهار الاقتصادي.
دور الأردن في تعزيز حقوق المرأة
هنا في الأردن، نرى التزامًا وطنيًا قويًا بالمساواة من خلال رؤيتي التحديث الاقتصادي والسياسي.
وقد حقق الأردن إنجازات كبيرة، من بينها:
- توسيع المشاركة السياسية للمرأة، حيث بلغ تمثيلها البرلماني مستوى قياسيًا بنسبة 19.5% في عام 2024، متجاوزًا المعدل الإقليمي لأول مرة.
- تعزيز دور المرأة في سوق العمل، مما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
- تنفيذ إصلاحات قانونية لتعزيز الحماية ضد العنف والتمييز.
هذه الإنجازات تتماشى مع الأجندة العالمية، وتعكس التزام الأردن ببناء مجتمع شامل ومزدهر.
الخاتمة
إن التقدم ليس حتميًا—بل يتطلب إرادة مستدامة، والتزامًا جماعيًا.
علينا أن نمضي قدمًا بعزم وإصرار، لضمان الوفاء بالوعود التي قُطعت للنساء والفتيات—هنا في الأردن وفي جميع أنحاء العالم.
فليكن هذا يومًا للتحرك.
فلنعمل معًا من أجل بناء مستقبل قائم على المساواة، والعدالة، والفرص المتكافئة لجميع البشر.
شكرًا لكم.