المطبخ الإنتاجي في الرمثا وأثره على تمكين المرأة والمجتمع
يدعم برنامج الأغذية العالمي في الأردن وزارة التربية والتعليم في تنفيذ البرنامج الوطني للتغذية المدرسية منذ عام 2013، للوصول إلى 500,000 طالب بحلول عام 2030.
من قلب الرمثا شمال الأردن، يعمل أحد المطابخ الإنتاجية الصغيرة والذي يدعمه برنامج الأغذية العالمي على إنتاج 13,000 وجبة مدرسية يومياً كجزء من البرنامج الوطني للوجبات المدرسية، وهو واحد من 10 مطابخ في 6 محافظات تعمل على تقديم وجبات صحية لأطفال المدارس في مناطق الفقر، وبالتالي تمكين المرأة ودعم الاقتصاد المحلي.
أصبح هذا المطبخ رمزاً للصمود والتقدم، حيث يعمل فيه أكثر من 30 امرأة. وقد اكتسبت أولئك النساء مهارات جديدة ساهمت في تحقيق أثر ايجابي في مجتمعاتهن المحلية.
وفي صباح كل يوم، تستقل شيرين حافلة وفرتها المنظمة المجتمعية التي تدير المطبخ الإنتاجي وتتوجه برفقة نساء من المجتمع المحلي إلى أماكن عملهن. هنا جميعهن مسؤولات عن اعداد وتعبئة الوجبات المدرسية. بالنسبة لشيرين، فإن المطبخ المجتمعي ليس مجرد مكان للعمل، بل هو شريان حياة.
شيرين، وهي أم عزباء لأربعة أطفال، لم يسبق لها أن عملت قبل أن تتولى هذه الوظيفة. فقد كانت التقاليد والأعراف الثقافية في مجتمعها تمنعها من الخروج من المنزل وتثنيها عن البحث عن عمل. ومع ذلك، كانت فرصة العمل في المطبخ نقطة تحول إيجابية في حياتها." كان العمل في البداية لمجرد توفير دخل لأطفالي." قالت بصوت ممتلئ بالامتنان". غيرت هذه الفرصة كل شيء. واليوم، أشعر بأنني امرأة قادرة على التغلب على مخاوفها واختراق كل الحواجز وصنع مصيريها بنفسها."
تُعتبر شيرين واحدة من 250 امرأة ممن يعملن في المطبخ الإنتاجي والمشمولات في مظلة الضمان الاجتماعي، حيث تعمل مدربة على بروتوكولات التعامل مع الطعام والسلامة والنظافة. بالنسبة لهؤلاء النساء، المطبخ ليس مجرد مكان عمل، بل هو بوابة للتعلم والاستقلال الاقتصادي والمشاركة المجتمعية.
وبفضل ثقتها بنفسها والمهارات الجديدة التي تعلمتها، شهدت شيرين تحولاً ملحوظاً وأصبحت مثالا للقوة في مجتمعها. قالت شيرين: "أنا قادرة على دعم تعليم أطفالي وستنهي ابنتي الكبرى دراستها هذا العام' وقد مكن تفوق شيرين من التعبير عن آرائها وطموحاتها. " رسالتي لابنتي وإلى جميع النساء هنا، هي بعدم السماح للمخاوف أو التقاليد الاجتماعية بعرقلة تحقيق أحلامنا وطموحاتنا".
قصة شيرين لامست العديد من النساء في مجتمعها، محدثة أراً إيجابياً في تمكين النساء والحصول على فرص العمل.
إن العاملين في المطابخ الإنتاجية هم حجر الأساس لتوفير وجبات الطعام اليومية لـ 90 ألف طفل أردني ولاجئ تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً ممن يرتادون المدارس الحكومية. فبشكل يومي تصل المخبوزات الطازجة من المخابز وحوالي 18 طنًا من الفواكه والخضروات إلى المطابخ. وهناك تقوم العاملات بفحص وغسل وتعقيم الخضراوات والفواكه قبل تعبئتها في وجبات فردية باستخدام أكياس قابلة لإعادة التدوير وإرسالها إلى المدارس.
وبالإضافة إلى توفير وجبات مدرسية صحية للأطفال وفرص عمل وتدريب للعاملات في مطابخ الإنتاج، ساعد هذا النهج المحلي الداعم ما يقرب من 300 مزارع محلي في 16 مزرعة، و90 عاملاً في خمسة مخابز، بالإضافة إلى 90 شخص من ناقلي الوجبات إلى المدارس و10 مطابخ إنتاجية، كما تساهم في تعزيز سلسلة التوريد والمساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية.
وتشير عملية قياس الأثر الأخيرة التي أجراها برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع البنك الدولي إلى الأثر الإيجابي الراجع على أطفال المدارس والعاملات في المطابخ الإنتاجية وتعزيز حضور الأطفال في المدارس لحصولهم على الوجبات الصحية وتنوع النظام الغذائي ورفع مستويات الطاقة عند الطلاب. أما بالنسبة للنساء العاملات في المطابخ فتظهر النتائج زيادة في الدخل والادخار والحافز للبقاء في الوظيفة، ومزيداً من الانفتاح لدى الأزواج تجاه عمل زوجاتهم، مما يؤدي إلى مستوى أعلى من الرضا الشامل.
ويُعد مطبخ الرمثا الإنتاجي مثالاً بارزاً على التزام برنامج الأغذية العالمي بالتنمية المستدامة من خلال الاستثمار في مهارات المرأة وقدراتها. ومن خلال هذه المبادرة، لا يقتصر دور برنامج الأغذية العالمي على تحسين حياة الأفراد فحسب، بل يعمل أيضاً على تعزيز المجتمعات المحلية على نطاق أوسع. وتمتلك كل امرأة في المطابخ الإنتاجية قصة نمو فريدة من نوعها وقدرة على الصمود، مما يعكس رغبتهن في الاستفادة من الفرص المتاحة.
يدعم برنامج الأغذية العالمي في الأردن وزارة التربية والتعليم في تنفيذ البرنامج الوطني للتغذية المدرسية منذ عام 2013. ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للتغذية المدرسية (2021-2025). يتم توسيع نموذج الوجبات الصحية، المنفذ بالتعاون مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية تدريجيًا ليصل إلى 500,000 طالب بحلول عام 2030.