الاستزراع السمكي في جنوب الأردن يحدث تغييراً إيجابياً بين الشباب
يقدم برنامج عزم المدعوم من يونيسف فرصاً حيث لا توجد الكثير من الفرص.
يسير داود، 21 عاماً من العمر، نحو الجهة المقابلة من البِرْكَة، يسحب نهاية الشبكة ويسير عائداً جامعاً الأسماك في طريقه.
قرية غور الصافي الصغيرة، الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب عمّان، غير مشهورة بالمأكولات البحرية. لكن بدعم من برنامج عزم التابع لليونيسف، يحصل أربعة شبّان من المنطقة على مدخول عبر تقديم مُنتج جديدٍ إلى السوق المحلية من خلال إدارة مشروع لتربية الأسماك يتم تنفيذه بالتشارك مع مركز تنمية الأعمال وجمعية نسائية محلية.
ما زالت البطالة تشكّل أحد أكبر التحديات التي تواجه شباب الأردن. ويهدف برنامج عزم إلى تمكين الشباب من إقامة مشاريع صغيرة مجدية والحفاظ على استدامتها، ويركز على الشابات، ومنظمات المجتمع المحلي، وعلى جنوب الأردن.
بدأت رحلة الشباب مع برنامج عزم بالتدريب على ريادة الأعمال التي تتضمّن مواضيع كالإدارة المالية والتسويق. وتَبِع ذلك تقييم للسوق المحلية وتقديم التمويل الأساسي لمشروع العمل.
"بعد ذلك تعلّمنا متى وكيف نطعم الأسماك، ومتى نجني المحصول، وعن الدورة الكاملة في الجمعية النسائية. وأنا الآن آتي مرة كل يومين لإطعام الأسماك وحصاد الكمية المطلوبة. ونحن الآن نربّي ما يقرب من 16,000 سمكة."
مكّنت هذه الفرصة داود من الحصول على مصاريفه المعيشية. ويقول داود إن "هناك نقصاً في فرص العمل في المنطقة. وحتى لو كنت حاصلاً، لنقل على شهادة ماجستير، فإنه ليس من السهل أن تجد لك عملاً."
يتفكّر داود بعد ذلك في أسباب نجاح هذا المشروع. "إن أعمالاً صغيرة وجديدة كهذه تساعد في التعامل مع مشكلة البطالة في هذه المنطقة، لكن هناك حاجة إلى أكثر من هذا بكثير،" يقول داود.
سلمى، 21 عاماً، هي أم لطفلين. ورغم أنها لم تكن قد أكملت دراستها إلاّ أنها كانت عازمة على الإمساك بفرص تعلُّم جديدة، والازدهار، وإعالة نفسها وعائلتها. تقول سلمى: "أنا سعيدة جداً لأنني لم أفوّت هذه الفرصة. ورغم أن المفهوم كان جديداً إلا أنني كنت عازمة على القدوم كي أجرب. لقد كان العمل جذّاباً وكانت تلك هي المرة الأولى التي أكسب فيها المال."
يقوم عمل سلمى على التسويق والمبيعات. "نحن نستفيد من حضور الجمعية النسائية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما نقوم بالتسويق شخصياً فنذهب من سوق إلى آخر لنشرح عن المُنْتج وفوائده الصحية وقيمته الغذائية – وطعمه اللذيذ بالطبع،" تضيف سلمى.
وتقول سلمى إن التفاعل كان دائماً جيداً، وأن الطلب على المنتج يزداد باضطراد. "في الماضي، لم توجد أسماك طازجة في المنطقة. الأسواق/ المحلات في المنطقة وما حولها هم زبائننا، ونحن فخورون بتقديم طبق جديد وصحي من الطعام إلى موائد العائلات."
وتقول سلمى أن ما يدفعها للاستمرار هو الفوائد الملموسة التي تعود عليها وعلى مجتمعها المحلي. "إن رؤية هذه النتائج يعني أنك لا تكلّ ولا تمل،" تضيف سلمى.
الذهاب إلى الجامعة، بالنسبة لشابة تعيش في واحدة من أكثر المجتمعات المحلية ضعفاً، يمكن أن يشكّل عبئاً مالياً يتجاوز إمكاناتهم. "ظروف المعيشة صعبة في منطقتي،" تقول نبال البالغة 20 عاماً من عمرها. طالما حلمت نبال بالدراسة والعمل في مجال القِبالة والتوليد. وقد اجتهدت وثابرت في المدرسة كي تدخل الجامعة. "لذا جئت إلى هنا حين سمعت بهذا البرنامج كي أبدأ بالحصول على مدخول بسيط يساعدني أثناء دراستي بتغطية المصاريف المختلفة كالسكن، والمواصلات، والكتب،" تقول نبال.
يضيء وجه نبال فخراً اليوم وهي في السنة الثالثة والأخيرة من دراستها. وتقول إن المدخول الذي كسبته هنا "غطّى ثلثي مصاريفي الجامعية على الأقل."
تفكّر نبال بغيرها من شباب مجتمعها المحلي. وتقول أن "هنالك كثيرات من البنات عاليات الطموح هنا، لكن طموحاتهن تهمّش وتقتل، وما نحتاجه هو المزيد من الفرص."
وتنهي نبال برسالة توجهها إلى الشباب في عمرها: "تمسّكوا بكل فرصة. وتذكّروا، حتى إن فشلتهم، أن النجاح نادراً ما يأتي نتيجة المحاولة الأولى."
قدّم برنامج عزم منذ 2020 التدريب والتمويل العيني الأساسي لـ150 شاباً وشابة ومنظمةِ مجتمعٍ محليٍ. ونتج عن ذلك إيجاد أكثر من 270 فرصة عمل للشباب الأكثر ضعفاً في البلاد.
تعبّر يونيسف عن شكرها لمملكة هولندا على سخائها في دعم برنامج عزم.