أصحاب المعالي، زملائي وزميلاتي في الأمم المتحدة، شباب الأردن الملهم
اليوم، وبشعور من الأمل والتصميم، نجتمع معًا لسد الفجوة بين الأجيال والشروع في رحلة تحويلية نحو مستقبل مستدام. إنه لشرف لي أن أقف أمامكم كممثلة للأمين العام للأمم المتحدة في الأردن لتنسق عمل الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة.
مع وصولنا هذا العام إلى منتصف الطريق في سعينا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ، فإننا نتفكر في التقدم المحرز والتحديات التي لا تزال ماثلة أمامنا. وتمثل هذه الأهداف كخطة أساسية لعالم أفضل، حيث يصبح الفقر وعدم المساواة والتدهور البيئي من آثار الماضي. إن أهداف التنمية المستدامة تتخطى الحدود وتتماشى مع رغبتنا الفطرية في حياة كريمة ومزدهرة للجميع.
على الرغم من تحقيق الكثير بشأن أهداف التنمية المستدامة، ما يزال يتعين علينا القيام بالكثير ايضا من أجل إنقاذ الناس والعالم. فنواجه الآن مخاطر كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بسبب تأثير الأزمات العالمية. وقد حذر تقرير حديث للأمم المتحدة من توقعات مقلقة حول الفقر المدقع، والتسرب من المدارس، والجوع، وعدم المساواة بين الجنسين في مختلف أنحاء العالم إذا لم نتخذ إجراءات عاجلة.
بعض هذه التحديات موجودة هنا في الأردن وتتطلب جهدًا جماعيًا من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمواطنين العاديين للتغلب عليها ، مع عمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعمها.
ومع ذلك ، فقد رأيت بنفسي القدرة الاستثنائية للمملكة وشعبها على التغلب على المصاعب والاستمرار في التقدم للأمام ، حتى في مواجهة الصدمات المتكررة. في الواقع ، على مدى السنوات السبع الماضية ، على الرغم من فيروس كورونا المستجد والأزمات الإقليمية والعالمية ، حقق الأردن تقدمًا ملحوظًا نحو أهداف التنمية المستدامة ، في مجالات الصناعة والبنية التحتية والتعليم والمياه والصرف الصحي والحد من الجوع.
إن رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية والاقتصادية وإصلاحات القطاع العام تعطينا طريقا ملهما وواضحا إلى الأمام.
وتلتزم الأمم المتحدة التزاماً راسخاً بدعم الشباب وتمكينهم ليكونوا جزءاً من إيجاد حلول لأكثر مشاكل العالم إلحاحاً. وتحقيقاً لهذه الغاية، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة قبل خمس سنوات استراتيجية للشباب حتى عام 2023 لتسريع تحقيق هذا الالتزام. وتعتبر حكومة الأردن واحدة من العشر دول التي كانت في طليعة تنفيذ الاستراتيجية العالمية للشباب.
واستكمالاً لذلك، فقد وضعت المملكة استراتيجية وطنية للشباب للأعوام 2019-2025، كما شكلت الأمم المتحدة في الأردن مجلساً استشارياً شبابياً تابعاً للأمم المتحدة العام الماضي ليشاركنا عملنا في المملكة. وهم موجودون معنا اليوم، ويمثلون القدرات المذهلة للشباب في المملكة. وأود أن أشير إلى مساهماتهم في تنظيم حدث اليوم.
نجتمع اليوم للاحتفال باليوم العالمي للشباب ووضع التزاماتنا موضع التنفيذ.
في مثال رائع للشراكة، يجتمع اليوم سبعة وزراء من حكومة الأردن وأكثر من سبعين شاباً وشابة، كما انضم إليهم أربعة عشرة من ممثلي وكالات الأمم المتحدة، لمناقشة أفكار حول كيفية مواجهة التحديات الوطنية والعالمية المعقدة معاً. وأشكر كافة الوزراء المشاركين معنا اليوم على روحهم القيادية وأثني على التزام الشباب بأن يكونوا جزءًا من إيجاد الحلول للتحديات. تفخر الأمم المتحدة بالشراكة مع وزارة الشباب والحكومة الأردنية بشكل عام، وشباب الأردن.
وخلال الحوارية الشبابية الوزارية، سنتعمق في موضوعات رئيسة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة: التعليم، والعمل اللائق والعمل التطوعي، والعمل المناخي، والأمن الغذائي والمائي، والمشاركة السياسية والسلام، والحد من أوجه عدم المساواة، والصحة. كما تتماشى هذه المواضيع مع ركائز التحديث الثلاث في الأردن.
وإنني أتطلع إلى الاستماع إلى المناقشات والتوصيات التي ستنبثق عن هذه المحادثة بين الشباب وصناع القرار.
وفي الختام، يسرني أن أعلن عن إطلاق حملة "#17_جوول" على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تهدف لتشجيع مختلف شرائح المجتمع على المساهمة حتى ولو بأفعال بسيطة في أهداف التنمية المستدامة، كما وتضمنت أنشطة تفاعلية مثل التصويت على أهداف التنمية المستدامة، والتعهد بالنهوض بتلك الأهداف.
شكراً.