العيش مع إعاقة كلاجئ من فلسطين من سوريا في الأردن
همام رماح وأسرته، وهم لاجئون من فلسطين من سوريا، وجدوا الملاذ في الأردن بعد أن فروا من الحرب في سوريا.
"يقولون إن يدا واحدة لا يمكن أن تصفق وحدها، ولكنني أعتقد أنها يمكن أن تفعل الكثير من الأشياء"، يقول همام محمد سليمان رماح، وهو لاجئ من فلسطين يبلغ من العمر 34 عاما كان فر مع عائلته من سوريا إلى الأردن في عام 2015.
ولد همام بإعاقة جسدية في يده اليسرى. وعلى الرغم من ذلك، وجد أحيانا عملا في الزراعة بالمزيريب، وهو مجتمع يهيمن عليه الفلسطينيون في سوريا، وكان قادرا على كسب لقمة عيش متواضعة.
"لا أستطيع القول أن الحياة كانت سهلة، خاصة لشخص يعيش بيد واحدة، لكنني كنت بحاجة إلى تدبر أموري وفعلت كل ما بوسعي لكسب لقمة العيش وإعالة أسرتي لتحيا حياة كريمة"، يقول همام.
ومع تدهور الوضع في سوريا، قرر همام الفرار إلى الأردن لحماية عائلته. ويستذكر همام قائلا: "لم يكن لدي خيار! اضطررت إلى مغادرة منزلي - المكان الذي ولدت وترعرعت فيه - والهرب. لم يكن قرارا سهلا بالنسبة لي في ذلك الوقت، لكن سلامة عائلتي كانت على رأس أولوياتي".
ومثل الآلاف الآخرين من لاجئي فلسطين القادمين من سوريا، فإن الرحلة إلى المجهول لم تكن أمرا سهلا. بالنسبة لهمام وزوجته وابنته، كانت الحياة في الأردن صعبة منذ البداية.
عندما وصلوا لأول مرة إلى إربد، في شمال الأردن، لم يكن لديهم مأوى أو مكان للعيش فيه. وعلى الرغم من أنه لم يكن يملك المال، اضطر محمد إلى استئجار شقة لعائلته. لعدة أشهر، لم يكن قادرا على دفع الإيجار، مما تسبب له في الكثير من المشاكل مع المالك.
"منذ وصولنا، لم أتمكن من العثور على وظيفة. لم يكن هذا بسبب إعاقتي فحسب، بل وأيضا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في الأردن"، يقول همام مضيفا: "معظم أصحاب العمل لن يوظفوا رجلا بيد واحدة فقط. إن حقيقة أنني لا أستطيع كسب لقمة العيش وإطعام عائلتي باستخدام يداي الاثنتين تدمرني".
خلال 13 عاما من العيش في الأردن، كبرت عائلة همام، وكبرت معها التحديات المالية التي تواجه الأسرة. "كل ثلاثة أشهر، نتلقى 50 دينارا أردنيا لكل فرد من أفراد الأسرة كمساعدة نقدية من الأونروا. ومع ذلك، فإن تكلفة المعيشة مرتفعة حقا، ونحن قادرون على تغطية جزء صغير جدا من نفقاتنا". بالإضافة إلى المساعدة النقدية الشهرية، تلقى همام وعائلته مؤخرا معونة نقدية لمرة واحدة بقيمة 141 دينارا أردنيا للمساعدة في تغطية نفقاتهم، لكن هذا لا يكفي.
وهمام وعائلته ليسوا وحدهم بين لاجئي فلسطين من سوريا في الأردن. إن ثمانين بالمئة من أسر لاجئي فلسطين من سوريا في الأردن تعتمد على معونة الأونروا النقدية كمصدر رئيسي للدخل. ولا يزال الوضع الوظيفي للاجئي فلسطين من سوريا غير مستقر فيما تعاني غالبية أسر لاجئي فلسطين من سوريا من انعدام الأمن الغذائي. وهمام وعائلته هم من بين أكثر من 20,000 لاجئ من لاجئي فلسطين من سوريا يتلقون معونات نقدية غير مشروطة ومعونات نقدية إضافية من الأونروا.
دأب الأردن على أن يكون منارة للاستقرار في منطقة شديدة التقلب. وعلى أية حال، فقد أدى الأثر الاقتصادي لجائحة كوفيد-19 إلى جانب الارتفاع العالمي لأسعار الغذاء والوقود إلى زيادة البطالة، بما في ذلك في أوساط لاجئي فلسطين من سوريا المقيمين في البلاد. إن الأونروا ملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية للاجئي فلسطين من سوريا في الأردن حيث إن هذا الدعم الحيوي يوفر شريان الحياة ويهدف إلى المساهمة في التنمية والاستقرار على المدى الطويل.