ويسلط هذا اليوم الضوء على حقيقة أساسية ألا وهي أن حريتنا تعتمد في كليتها على حرية الصحافة.
فحرية الصحافة هي أساس الديمقراطية والعدالة. إنها تمنح كل واحد منا الحقائق التي نحتاج إليها لتكوين آرائنا والمطالبة بحقوقنا. وكما يذكرنا موضوع هذا العام، فحرية الصحافة هي الشرط الذي لا مندوحة عنه لإعمال حقوق الإنسان.
ولكن حرية الصحافة تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم.
فالحقيقة مهددة بالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية وكلاهما يسعى إلى طمس الفرق بين الحقيقة والوهم، وبين العلم والمؤامرة.
إن ازدياد تمركز وسائل الإعلام في أيدي قلة قليلة والانهيار المالي لعشرات المؤسسات الإخبارية المستقلة، وزيادة القوانين واللوائح الوطنية التي تخنق الصحفيين، كل ذلك يزيد من تضييق طوق الرقابة ويهدد حرية التعبير.
وفي الوقت ذاته، يُستهدَف الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام بصورة مباشرة أثناء قيامهم بعملهم الحيوي، سواء أكان ذلك على الإنترنت أم خارج نطاقها. ولقد غدا تعرضهم للمضايقة والترهيب والاحتجاز والسجن أمورا اعتيادية.
وقد قتل ما لا يقل عن 67 من العاملين في مجال الإعلام في عام 2022 - وهي زيادة مدهشة بنسبة 50 في المائة عن العام السابق. وتعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع الصحفيات للعنف على الإنترنت، وتعرضت واحدة من كل أربع صحفيات للتهديد الجسدي.
وقد وضعت الأمم المتحدة قبل عشر سنوات خطة عمل بشأن سلامة الصحفيين الهدف منها هو حماية العاملين في وسائل الإعلام ووضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم.
ففي هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة وفي كل المناسبات التي يحل فيها، يجب على العالم أن يتحدث بصوت واحد.
فلتتوقف التهديدات والاعتداءات.
وليتوقف احتجاز الصحفيين وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم.
ولتنتهِ الأكاذيب والمعلومات المضللة.
وليتوقف استهداف الحقيقة ورواة الحقيقة.
إن العالم يقف إلى جنب الصحفيين في سعيهم إلى الدفاع عن الحقيقة.