خطاب المنسق المقيم للأمم المتحدة في الأردن بالإنابة، السيد دومينيك بارتش بمناسبة ذكرى ال74 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان
لجميع الشباب الحق في المشاركة في الشؤون العامة. وهذا منصوص عليه في المادة 21 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
خطاب المنسق المقيم للأمم المتحدة في الأردن بالإنابة، السيد دومينيك بارتش
احتفال مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع هيئة شباب كلنا الأردن بمناسبة ذكرى ال74 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان
معالي المهندس موسى المعايطة، رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب
معالي السفيرة ماريا هادجيثودوسيو، سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن
الحضور الكرام، الشباب صناع التغيير، السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري أن أتحدث إليكم اليوم في هذه الفعالية للاحتفال بيوم حقوق الإنسان والذكرى ال74 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى حفل تخريج مجموعة من قادة الشباب من برنامج القيادات الشبابية لمركز عمان لدراسات حقوق الإنسان.
بالعودة إلى عام 1948 وفي أعقاب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، اتخذ العالم خطوة كبيرة متقدمة إلى الأمام بإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصون حقوق البشرية جمعاء. لا يزال الإعلان حتى يومنا هذا يدعم التغيير الإيجابي نحو عالم أكثر مساواة وشمولية للجميع.
العالم اليوم موطناً لأكبر جيل من الشباب شهده تاريخ البشرية. ففي الأردن مثلاً، 68٪ من السكان تقل أعمارهم عن 30 عامًا!
لذلك يسعدني أن أرى هنا مجموعة كبيرة من الشباب المشاركين في النهوض في إعمال حقوق الإنسان.
اسمحوا لي أن أطلعكم على قصة لشابة ألهمتني كثيرًا. قصة الشابة مزون المليحان، وهي لاجئة سورية وناشطة في مجال التعليم. أُجبرت مزون على الفرار من بلدها في عام 2013. وعلى الرغم من الحياة الصعبة التي واجهتها في مخيم الزعتري في ذلك الوقت، إلا أنها لم تكل من المدافعة والمناصرة للحق في التعليم لجميع الفتيات. بدأت في الدعوة لتعليم الفتيات كجزء من حملة العودة إلى المدرسة في المخيم، حيث كانت تتنقل من كرفان إلى آخر، تتحدث مباشرة مع أهالي الأطفال المعرضين لخطر زواج الأطفال أو عمالة الأطفال. وهي اليوم سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسف وتعمل في جميع أنحاء العالم مناصرة لحق التعليم للجميع! وهي واحدة من العديد من القادة الشباب ممن هم في عمركم أو أصغر.
لجميع الشباب الحق في المشاركة في الشؤون العامة. وهذا منصوص عليه في المادة 21 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 25 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
كما وتعترف إستراتيجية الأمم المتحدة للشباب 2030 بقدرة الشباب على التكيف ومساهمتهم الإيجابية كعناصر للتغيير.
لديكم اليوم العديد من الأدوات لتكونوا عناصر تغيير:
- الإستراتيجية الوطنية للشباب وعمليات التحديث السياسي والانتخابي والاقتصادي والعديد من الاستراتيجيات الأخرى التي تجعلكم في قلب التغيير.
- أنتم مرتبطون ببعضكم البعض أكثر من أي وقت مضى.
- لدى العديد منكم الحافز أو تساهمون بالفعل في بناء مجتمعاتكم، وتقترحون حلولًا مبتكرة ، وتدفعون بعجلة التقدم الاجتماعي وتلهمون التغيير السياسي في السياقات الحضرية والريفية على حد سواء. وقصة مزون ما هي إلا شهادة واحدة على ذلك.
وفي الوقت نفسه، يواجه الشباب أيضاً تحديات لا يمكن تصورها، بل ومخاطر تهدد الحياة، تكون أشد وقعاً على الفتيات والشابات في أجزاء كثيرة من العالم.
أصبح الأردن البلد الأكثر فقراً للمياه في العالم، وهذا واحد من الكثير من التحديات التي أصبحتم تواجهونها اليوم.
إن الأمم المتحدة في الأردن موجودة لدعمكم في تحديد الحواجز والتحديات التي تواجهونها في التمتع بحقوق الإنسان الواجبة لكم/ن؛ واستخدام هذه الآراء والمعلومات في تحديد الإجراءات التي يمكن أن تيسر إمكانية تمتع الشباب بحقوقهم والدعوة إلى اتخاذها.
توفر الأمم المتحدة منصات تساهم في تضخيم أصوات الشباب وتعزيز مشاركتهم/ن، مثل منصة نحن التطوعية، وشبكة المجتمع المدني الأردني للنزوح التي تجمع جهات فاعلة مختلفة معًا من أجل حماية ومساعدة النازحين، ودعم المجتمعات المستضيفة أيضاً. ويدعم برنامج متطوعي الأمم المتحدة الشباب في الأردن للعمل مع وكالات الأمم المتحدة لتسريع تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام.
تلتزم الأمم المتحدة في الأردن أيضًا بتعزيز جهودها من أجل تعزيز تثقيف وتدريب الشباب في مجال حقوق الإنسان، وكذلك التثقيف في مجالي المواطنة العالمية والتنمية المستدامة، دون تمييز، من أجل تعزيز الوعي المدني والمشاركة المدنية، والعمل التطوعي وثقافة السلام واللاعنف في صفوف الشباب.
في سبتمبر من هذا العام، أنشأنا لأول مرة مجلسًا استشاريًا للشباب للأمم المتحدة يتألف من 13 عضوًا ، يقدمون المشورة لنا بشأن الأولويات والفرص والإجراءات الاستراتيجية لمعالجة قضايا الشباب، كما ويدعون إلى تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والإعمال بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تمثيل أصوات الشباب في الأردن.
آمل على أنكم - كقادة شباب استفادوا من هذا البرنامج - ستساهمون أيضًا في هذه القضايا!
قد تكون مشاركتكم في الاستعراض الدوري الشامل لعام 2023 خطوة أولى لتقييم إعمال حقوق الإنسان في الأردن وتقديم توصيات ملموسة للمستقبل.
يوم حقوق الإنسان هو مناسبة لتذكيرنا جميعًا بضرورة "الوقوف من أجل حقوق الإنسان" أي حقوقنا وحقوق الآخرين، خاصة في تلك الأوقات التي يواجه فيها العالم تحديات جديدة ومستمرة.
لدينا جميعًا دور نلعب في إعمال حقوق الإنسان.
معًا ، يمكننا تحقيق "الكرامة والحرية والعدالة للجميع".