لا يحتفل اليوم الدولي للاعنف بعيد ميلاد المهاتما غاندي وحسب، وإنما يحتفل أيضا بما جسده من قيم ما زال صداها يتردد عبر العقود، ألا وهي قيم السلام، والاحترام المتبادل، والكرامة الأساسية التي يتمتع بها كل إنسان.
ومن المؤسف أن عالمنا لا يرعى تلك القيم.
ونحن نرى ذلك في تنامي النزاعات واختلال المناخ، وفي مظاهر الفقر والجوع واتساع هوة التفاوت، وفي التحيز والعنصرية وتصاعد خطاب الكراهية، وفي الإفلاس الأخلاقي للنظام المالي العالمي الذي يرسخ الفقر ويعيق انتعاش البلدان النامية.
لكن بوسعنا أن نهزم هذه التحديات باعتناق قيم غاندي والعمل بروح تعبر الحواجز الثقافية والحدود الفاصلة من أجل بناء مستقبل أفضل وأوفر سلاما للجميع.
وبالاستثمار في رعاية صحة الناس وتعليمهم وتزويدهم بفرص العمل اللائق والحماية الاجتماعية التي تشد أزرهم وتساندهم في لحظات ضعفهم.
وبضمان حصول جميع البلدان على التمويل واستفادتها من تدابير تخفيف عبء الديون.
وبدعم البلدان النامية في إقامة بنية تحتية قادرة على الصمود وحماية فئات السكان من آثار تغير المناخ، مع العمل في الوقت ذاته على تسريع وتيرة التخلي عن الوقود الأحفوري الذي يُهلك الكوكب واعتماد الطاقة المتجددة.
وبضمان تمتع جميع الناس بحقوقهم وكرامتهم وتعزيزها - وخاصة منهم الأشد ضعفا، والفتيات والنساء اللواتي كثيرا ما يحرمن من حقوقهن الأساسية.
وباتخاذ إجراءات محددة تحقق الاندماج عن طريق الاعتراف بأن التعدد الثقافي والديني والعرقي داخل المجتمعات هو عامل ثراء، لا عامل خطر.
لقد مهدت حياة غاندي والمثال الذي جسده طريقا سرمديا يفضي إلى عالم أوفر سلاما وتسامحا.
فلنسلك هذا الطريق معا متضامنين كأفراد أسرة بشرية واحدة.