في يوم الأمم المتحدة: فريق الأمم المتحدة القُطري يؤكد التزامه بدعم سياسات واستراتيجيات العمل المناخي في الأردن
٢٤ أكتوبر ٢٠٢١
- قال المنسق المقسم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأردن، آندرس بيدرسن، إن الانخفاض الكبير في هطول الأمطار وارتفاع الظواهر الجوية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك الأردن، الذي يعد من أكثر مناطق العالم شحا في مصادر المياه وتعرضًا للمناخ، يؤدي إلى الإضرار بالأمن المائي والغذائي.
وأضاف، في كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة الذي استضافته جامعة البلقاء التطبيقية اليوم الأحد، أن الأمم المتحدة تتعاون بشكل فعال لدعم استراتيجيات وسياسات العمل المناخي في الأردن، وأثمر هذا التعاون مؤخراً بالتعاون مع وزارة البيئة إلى تطوير السياسة الوطنية لتغير المناخ 2021-2050 تحت قيادة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأشار بيدرسن أن السياسة هذه تهدف إلى تحقيق الأردن استباقيًا ومقاومًا لمخاطر المناخ، لتحقيق اقتصاد منخفض الكربون ولكنه متنام، مع مجتمعات صحية ومستدامة ومرنة، وموارد مائية وزراعية مستدامة، وأنظمة إيكولوجية مزدهرة ومنتجة في الطريق نحوتطور مستدام..
"كما دعمت الأمم المتحدة بقيادة منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة، الجهود الوطنية في تطوير خطة عمل استراتيجية الأمن الغذائي الوطنية، وهو قطاع سيتأثر بشكل كبير بتغير المناخ إذا لم يتم وضع خطط استعداد مناسبة، حيث تظل الأمم المتحدة ملتزمة بدعم سياسات واستراتيجيات العمل المناخي في الأردن"، بحسب بيدرسن.
وتابع بيدرسن أن "هذا العام، يركز الاحتفال على العمل من أجل المناخ، حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عام 2021 "عامًا حاسمًا" لتغير المناخ"، مضيفا أنه "في بيان صدر في وقت مبكر من هذا العام، شدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش على أنه بحلول قمة تغير المناخ 26 والتي ستعقد الشهر القادم، تحتاج جميع البلدان إلى التقدم بمساهمات أكثر طموحًا بشكل ملحوظ على الصعيد الوطني، مع أهداف 2030 ".
ويحتفل سنويا منذ عام 1947 بيوم الأمم المتحدة ، حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخاذ 24 أكتوبر من كل سنة يوما للاحتفال بذكرى إعلان ميثاق الأمم المتحدة، والهدف من ذلك كسب دعم الشعوب ولتعريفهم بأهداف وإنجازات الأمم المتحدة.
وخلال الحفل، قال نائب رئيس الوزراء، وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان أن الأردن حقق إنجازات في تبنّي أطر شراكات بين القطاعين العام والخاص في التعامل مع التغيّر المناخي. كما أن الأردن من الدول التي وقّعت اتفاقيات بيئية دولية محورية بما فيها اتفاقية باريس للمناخ وبروتوكول مونتريال بشأن المواد التي تستنفد طبقة الأوزون واتفاقية قمة (ريو) أو ما تُعرف بـ (قمة الأرض) التي نظمتها الأمم المتحدة في البرازيل عام 1992. مضيفاً أن هذه الاتفاقيات لا تعني شيئا دون تحقيق تطور ملموس في تنفيذها باتجاه تعزيز المسؤولية البيئية نحو الأجيال القادمة وتقديم الدعم الدولي للبلدان التي تقع على خط التماس المباشر مع تأثيرات التغيّر المناخي، "هذا إلى جانب أن مقياس نجاح الاستثمارات يجب ألا يقتصر على المكاسب المالية فحسب بعد الآن بل يجب أخذ الأثر البيئي والاستدامة بعين الاعتبار أيضا".
واشتمل الحفل الذي حضره فريق الأمم المتحدة القًطري وممثلون عن الحكومة الأردنية والمجتمع الدولي والجهات المانحة والمجتمع المحلي على عرض للسياسات المختلفة التي تبنتها الحكومة الأردنية للحد من الأثر المناخي على قطاعات البيئة والزراعة والمياه.
وأعلن أمين عام وزارة البيئة الدكتور محمد خشاشنة عن الانتهاء من عملية التحديث لوثيقة "السياسة الوطنية للتغير المناخي" والتي سيتم تقديمها لمجلس الوزراء للمصادقة عليها ليصار بعد ذلك البدء بتنفيذ توصياتها، حيث تغطي هذه السياسة اطارا زمنيا يمتد من العام 2022 وحتى العام 2050 وتقدم رؤية واضحة للتعامل مع ظاهرة التغيرات المناخية لغاية العام 2050.
وأضاف أن الوثيقة تهدف للوصول إلى اقتصاد خالي من الكربون بين الأعوام 205-2070 مع العمل على زيادة مقاومة ومنعة كافة القطاعات للتأثرات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني. ومن الأولويات التي تطرقت إليها الوثيقة، إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية والإطار المؤسسي والتشريعي ومشاركة المعنيين، إضافة إلى التمويل ونقل التكنولوجيا والاستثمار بالنمو الأخضر وتعزيز دور الإعلام في هذا المجال.
وأما فيما يتعلق بقطاع المياه، فحذر الأمين العام لوزارة المياه جهاد المحاميد من أثر التغير المناخي على الموارد المائية في الأردن، مضيفاً ان جميع الدراسات الحالية تشير أن التغير المناخي سيؤثر بشكل كبير على الأردن ومع ذلك لا توجد تقديرات حالية بشأن الدرجة التي ستنخفض عندها الموارد المائية بسبب التغير المناخي.
" لكن من الواضح أن تتأثر وفرة موارد المياه السطحية والجوفية بالتغير المناخي، ومن المتوقع أن ينخض هطول الأمطار بنسبة 13.6% أو 12.9 ملم لكل سنة بحلول عام 2035".
كما تطرق للسياسات التي تبناها الأردن في هذا المجال لمواجهة أثر التغير المناخي على قطاع المياه، وتوفير مصادر مياه جديدة غير تقليدية مستقبلا.
بدوره قال مدير زراعة محافظة البلقاء المهندس قيس أبو عميرة، يواجه الأردن تغيرات مناخية قاسية تؤثر على الإنتاج الزراعي، ومن المتوقع أن ترتفع وطأة هذا التأثير مستقبلاً، مما سيشكل تحدياً كبيراكبيراً للأمن الغذائي وسبل كسب الرزق بالنسبة للفقراء في الأردن.
كما استعرض مدير سياحة البلقاء أيمن أبو جلمة جهود وزارة السياحة في تشجيع السياحة البيئية ضمن الاستراتيجية الوطنية للسياحة
كما ألقى رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الزعبي كلمة تحدث فيها عن المبادرات التي أطلقتها الجامعة ونفذتها للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: "وفي هذا المجال تتبنى الجامعة مراجعة وتطوير سياسات الاستدامة بشكل مستمر والتي تهدف الى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في كافة الاستراتيجيات وخطط العمل من خلال الكثير من المبادرات والمشاريع والبرامج، ومن خلال تحسين البنية التحتية البحثية، وتمويل الأنشطة والدراسات العلمية ، وكذلك تعزيز التعاون الدولي وبناء الشراكات، ولعل ابرز هذه الشراكات عضوية الجامعة في برنامج الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة (UN Academic Impact) والذي يهدف إلى الدعم والمشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة، والتي تشمل تطوير وحماية حقوق الإنسان، وتوفير التعليم للجميع، والاستدامة، وحل النزاعات بحيث تكون الجامعة إحدى حاضنات الأفكار والمخترعات، والحلول الجديدة لعدد من التحديات العالمية التي نواجهها وفي مقدمتها قضايا البيئة والتغير المناخي. كما أن الجامعة حصلت على المرتبة الأولى على مستوى الجامعات الأردنية في تصنيف (UI Green metric World University Ranking) للأعوام (2017-2020) المعني بوضع سياسات صديقة بالبيئة وإدارة التغير السلوكي في المجتمع الأكاديمي.".
وتبع الحفل جولة في مدينة السلط القديمة بالتعاون مع مؤسسة إعمار السلط.