اللاجئين السوريين: المفوضية تحذر من عودة الأزمة الإنسانية في الأردن
٢٢ أغسطس ٢٠٢٢
التمويل الحالي لا يفي بالاحتياجات الأساسية، ينقص المفوضية وحدها 34 مليون دولار للرعاية الصحية وبرامج المساعدات النقدية.
عمان - حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عمّان يوم الإثنين من أن وضع اللاجئين في الأردن قد يتحول إلى أزمة إنسانية في غضون أشهر إذا لم يتوفر التمويل بشكل عاجل. ينقص المفوضية وحدها 34 مليون دولار أمريكي لتنفيذ البرامج الصحية والنقدية الأساسية خلال ما تبقى من عام 2022. وقال ممثل المفوضية في الأردن، دومينيك بارتش: "لا يزال اللاجئون يعانون من الآثار الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا وأرتفاع تكلفة المعيشة، والآن أيضاً من ارتفاع تعرفة الخدمات". كما وشدد على أنه "إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء الآن، فستكون المعاناة الإنسانية والتكلفة للمجتمع الدولي أكبر بكثير".
يستضيف الأردن حوالي 760 ألف لاجئ، معظمهم سوريون (670 ألف) وعراقيون ويمنيون، بالإضافة للاجئين من جنسيات أخرى، حيث يعيش أكثر من 80 بالمئة منهم بين الأردنيين في المجتمعات المضيفة. وفقًا لمرصاد المفوضية للضعف (إطار تقييم الضعف) الأخير، فإن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي داخل المخيمات وخارجها يزداد متزعزع. يزداد الشعور بين اللاجئين على أنهم مُجبرون على اقتراض المال لشراء الطعام أو دفع الإيجار، حيث تظهر الأرقام الأخيرة بأن 85 بالمئة من أسر اللاجئين السوريين و93 بالمئة من اللاجئين من الجنسيات الأخرى كانوا مدينين خلال الربع الأول من العام 2022 – علماً بأن هذه الأرقام ارتفعت من 79 و89 بالمئة خلال الربع الثالث من العام 2021. كما وتعرّض جميع اللاجئين المقيمين خارج المخيمات لتهديدات بالإخلاء ثلاث مرات أكثر مما تعرّضوا له في العام 2018.
أما فيما يتعلّق بالأمن الغذائي، فانعدامه بين اللاجئين أيضاً آخذ في الارتفاع، حيث صرّح 46 بالمئة من الآباء اللاجئين بأنهم خفضوا حصصهم من الغذاء حتى يتمكّنوا من تأمين ما يكفي أطفالهم الصغار على المائدة، وهو لأمر يدق ناقوس الخطر. إضافةً إلى ذلك، ويقوم عدد متزايد من الأُسر بإرسال أطفالهم لجمع القمامة حتى يكسبون بعضاً من المال، مما يؤدي إلى التخلّف عن المدرسة والتعليم. أما بالنسبة لأولئك الذين يتلقون المساعدة الغذائية، فقد تم إبلاغهم قبل بضعة أسابيع بأنه سيتوجب تخفيض قيمة هذا الدعم بسبب نقص الموارد. قال بارتش: "هذا الإعلان هو إشارة تحذير واضحة بشأن التراجع السريع في الدعم الدولي". وأضاف: "نشعر بقلق بالغ بشأن اليأس المتزايد بين اللاجئين الذين يرون أنهم بوجه تجربة أخرى من الشكوك". خلال الأسبوع الأول بعد الإعلان، تلقت المفوضية أكثر من 400 مكالمة من خلال خط المساعدة التابع لها، إضافةً لرسائل عديدة من لاجئين قلقين قد وصلت عبر قنوات أخرى.
وقال ممثل المفوضية: "بإسم اللاجئين والمنظمات الداعمة لهم، أناشد المجتمع الدولي ألا ينسى الأردن واللاجئين"، وحذر بارتش من أنه "إذا لم يتم ضخ التمويل بسرعة، فإن الوضع سينزلق مرة أخرى لتغدي أزمة إنسانية في غضون أشهر قليلة".